الجمعة، 15 أكتوبر 2010

ملف هام



بيزنس ومصالح خلف الشاشة
القنوات السلفية تثير الفتنة في المجتمع
تحقيق: أيمن حبنة
شهدت الساحة الإعلامية في الآونة الأخيرة فوضي الفتاوي علي القنوات الدينية وغير الدينية من مشايخ السلفية والوهابية واشتد الجدل والخلاف بصورة أدت إلي بلبلة فكر المشاهد وزعزعة عقيدته وشهدت ساحات القضاء العديد من الدعاوي القضائية التي تطالب بغلق القنوات السلفية الوهابية لمخالفتها لميثاق الشرف الإعلامي واثارتها للقضايا الخلافية في الدين ولاشعالها نار الفتنة بين عنصري الأمة من مسلمين ومسيحيين بشكل يهدد مستقبل الوحدة الوطنية ويقضي علي المواطنة، وليت الأمر توقف عند هذا الحد فلقد بلغ الانفلات الإعلامي مداه بسبب الفكر الهدام الوافد إلينا بتطاول بعض مشايخ السلفية وأقطاب الوهابية علي أتباع الديانات الأخري واتهامهم بالكفر، ولهذا كان لابد من وقفة يتم فيها تفعيل القانون لمراقبة البث الفضائي ومحاسبة أباطرة القنوات السلفية علي مصادر ثرواتهم ومن أين اكتسبوها؟ وفيما ينفقونها؟ خاصة بعد أن ترددت أنباء عن تدخل بعض الجهات الخارجية لتمويل أنشطة هذه القنوات.
تقول رضا الكرداوي مذيعة بإذاعة الشباب والرياضة: نشهد حالياً فوضي الفتاوي علي القنوات الدينية وغير الدينية من مشايخ السلفية والوهابية حيث لا يوجد معيار لاختيار من يقوم بالفتوي علي الشاشة وأصبح كل من هب ودب يقول رأيه علي الفضائيات وكأنه عالم دين ويثار الخلاف ويشتد ولا يجني المشاهد سوي زعزعة عقيدته كما حدث من خلاف بين الدكتورة سعاد صالح أحد أساتذة الأزهر وأحد علماء الدين بسبب اصدارها فتوي تبيح للفتاة المرتكبة للفاحشة بأن تقوم بترقيع غشاء بكارتها أو تركيب غشاء البكارة الصيني حتي يتم الزاوج ويتحقق لها الستر، كما يثار خلافات أخري حول النقاب وهل هو عادة أم عبارة؟! كما نصح أحد المشايخ بإحدي القنوات السلفية السيدات بأن تضع .ملاية. تحول بينهن وبين التليفزيون حتي لا يرونه فيقعن في الحرام وكذلك تقوم قناة أخري تدعي .فدك. بسب السيدة عائشة وفي الثالث من أبريل استضافت إحدي القنوات الشيخ أبوإسلام أحمد عبدالله في برنامج .حرب النجوم. في ليلة احتفالات الكنيسة بأعياد الميلاد فقال في الحلقة .إن الديانة المسيحية ديانة وثنية وأن المسيحي يعبد ثلاثة آلهة وأنه يكفر بالمسيحية وأنه يجب علي المسلم ألا يهنئ المسيحي بعيده لأن المسيحي كافر حسب نصوص صريحة في القرآن الكريم. ورغم كل ذلك لم تقطع القناة الحلقة أو تعتذر عن هذا الكلام الذي بدر من هذا الشيخ واستضافته مرة أخري.
تحري الدقة
وتضيف وكان نتيجة ذلك قيام نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان بالتقدم ببلاغ للنائب العام ضد هذا الشيخ حمل رقم 6854 بتاريخ الثامن من أبريل يتهمه فيه بازدراء الأديان ومطالباً بوقف بث القناة لمخالفتها لميثاق الشرف الإعلامي وكذلك لقانون ضمانات وحوافز الاستثمار رقم 8 لسنة 1997 ولائحته التنفيذية التي نصت مادتها 816 برئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بإصدار دليل نوعي لممارسة النشاط النوعي الذي أصدره رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة متضمناً الضوابط العامة والخاصة لمزاولة أنشطة البث الفضائي والتليفزيوني والإذاعي والمعلوماتي ومنها الالتزام بما يوجبه الشرف الإعلامي والالتزام بالموضوعية وعدم نشر وبث وإذاعة الوقائع المشوهة وتحري الدقة في توثيق المعلومات وفي العرض للمتوازن للآراء واحترام خصوصية الأفراد وعدم اتهام الأفراد أو التشهير أو تشويه سمعتهم بدون دليل والالتزام بنشر وبث وإذاعة الرد والتصحيح علي الوقائع أو النشر أو البث أو الإذاعة.
ويقول حسنين عمران .ناشط حقوقي وسياسي.: في رمضان قبل الماضي قام مجموعة من أنصار التيار السلفي بالتعدي بالضرب أثناء صلاة العشاء في مسجد الرحمن بزاوية بمم تلا منوفية علي مدرس ينتمي إلي جماعة التبليغ والدعوة وذلك بسبب الإمامة لصلاة القيام ولفشل وجهاء القرية في حل الخلاف بين الجانبين قمت بعمل انذار مباشر لوزراء الإعلام والأوقاف والداخلية ومدير أمن المنوفية ووكيل وزارة الأوقاف بالمنوفية وتضمن الانذار مسئولية هؤلاء الوزراء عن ترك الساحة مرتعاً للتيار الوهابي يرتقون في مساجد مصر ويفرضون آراءهم عنوة علي المصلين وتقع المسئولية علي وزير الداخلية لأنه لا يطبق قانون الطوارئ باعتقال النشطاء السياسيين ويترك أنصار هذا الفكر المتخلف وهم أخطر علي المجتمع منهم فالناشط يدعو إلي تغيير المجتمع والنظام سلمياً أما هؤلاء فيفرضون آراءهم عنوة وبالقوة أما وزير الإعلام فهو الذي يصرح لهم باستخدام منابر إعلامية ممثلة في مجموعة من القنوات تبث سمومها جهاراً نهاراً وعلي مدار 24 ساعة دون أن يفطن إلي خطورتهم علي المجتمع لأنهم يفتتون المجتمع طائفياً فأي تيار مخالف لفكرهم فهو كافر وزنديق وبدعي وشركي ولم يقم أي من المسئولين باتخاذ أي إجراءات حاسمة ضد هذا التيار مما اضطرني إلي رفع دعوي أمام القضاء الإداري متداولة حتي الآن ضد وزير الإعلام اطالبه فيها بوقف بث القنوات السلفية واغلاقها.
ويستطرد قائلاً: وأوضحت في الدعوي خطورة هذا الفكر ومصادره وجذوره وأشرت فيها إلي أكثر من 50 كتاباً تمثل هذا الفكر الهدام الوافد إلينا لأن مجمل هذه الكتب يدعو إلي عصر ما قبل الدولة فالمرأة لابد أن تكون خيمة ولا يجوز لها الخروج ولا العمل والرجل لابد أن يكون ملتحياً ويلبس جلباباً قصيراً والا فهو مشرك والمسبحة عندهم بدعة وكذلك حلق اللحية والتصوير والنحت وكل أنواع الفنون بدعة وحرام.. ومن أشهر الأمثلة قيام فرنسا بغلق قناة الرحمة لقيام أحد شيوخها باستعراض عضلاته وصوته داعياً إلي تكفير غير المسلمين وإعلان الحرب عليهم مما يدعو للتساؤل عمن يمول هذه القناة وغيرها من جهات ذات مصالح لها دور كبير في تقسيم الشعب المصري وزرع الفتنة بين فئاته.
ويطالب حسنين عمران بمحاسبة الشيوخ السلفيين العاملين بالقنوات الدينية علي أموالهم ومن أين اكتسبوها وفيما ينفقونها؟ حتي يتم كشفهم أمام الرأي العام.
مخالفة القوانين
وتستنكر الدكتورة جيهان أحمد فؤاد أستاذ الإعلام بآداب المنصورة ما تقوم به عدد من القنوات الفضائية ولاسيما القنوات ذات التوجه السلفي من ممارسات تخالف ميثاق الشرف الإعلامي وجميع القوانين المنظمة لأنشطة البث الفضائي من خلال استضافتهم لعدد من المتطرفين فكرياً ودينياً في برامج التوك شو ليدلوا بدلوهم في بعض المسائل الحساسة التي ما كانت يجب أن تطرح من الأساس بهدف إعلاء سقف الاثارة لجذب مزيد من المشاهدين الذين يصنعون بآرائهم المتعارضة أو المتوافقة مع ما طرح من أفكار جماهيرية هذه البرامج وازدياد شعبيتها مما يؤدي إلي جلب الإعلانات والتي تدر علي هذه القنوات دخلاً كبيراً، فينتهز هؤلاء المتطرفون الفرصة ويقومون بالافتاء بدون علم ويدلون بتصريحات علي القنوات الفضائية تشعل نار الفتنة بين طوائف الشعب وتؤدي إلي اثارة الرأي العام وإلهائه في قضايا خلافية عفا عليها الزمن.
وتري أستاذ الإعلام أن الوسط الإعلامي يحتاج إلي وقفة لمواجهة تلك الانفعالات وأن يكون لكل وسائل الاتصال دور حيوي وفعال للتعامل مع تلك المواقف لتوضيح الحقائق وتهدئة الجماهير وهذا يحتاج إلي معالجة الأمور بحكمة وبعقل وأن يكون هادينا ومرشدنا لهذا ما تعلمناه من الرئيس مبارك مثلنا الأعلي وقدوتنا وأن نضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار لكي نحافظ علي أمنها وسلامتها وأن يظل عنصرا الأمة دائماً متماسكين.
وتشير إلي أنها أثناء قيامها بالعديد من الدراسات والابحاث علي وسائل الإعلام المرئي وبتحليلها للمضمون الإعلامي اكتشفت أن المحتوي الإعلامي لعدد من البرامج الساقطة إعلامياً تحلل الحرام وتحرم الحلال ويؤثر بالسلب علي اتجاهات الجمهور وفقدانه للمصداقية والثقة في كل الثوابت المتعارف عليها وتؤدي إلي بلبلة أفكاره وتشتتها واكتسابه لبعض الأفكار الهدامة التي تشكل خطراً علي السلام الاجتماعي والنظام العام لأركان الدولة المدنية.

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية