الخميس، 21 أكتوبر 2010

كيف اراجع دروسى؟

كيف أراجع دروسي ؟
كيف أحفظ ؟
كيف أتعامل مع المادة ليلة الأمتحان ؟
ماذا أفعل داخل لجنة الامتحان ؟ وكيف أتخلص من التوتر؟

أسئلة كثيرة جدا ً و أفكار تهاجم رؤسنا عند بدء العد التنازلي و إقتراب ليلة الامتحان، ولكن هل نستسلم لها ونجعلها تخترق فرصة نجاحنا وتهدد تفوقنا وتشتت التركيز المطلوب لإجتياز هذه الفترة ؟
للتفوق خطوات و أسرار ما إن نتعرف عليها إلاّ ونجد الطريق للنجاح متسع ومهيأ لإستقبالنا للسيرعليه .
النجاح معرفة والمعرفة قوة ، فلا بد من التعرف على خطوات النجاح وكيفية إستذكار المواد ومراجعتها ليلة الامتحان بحيث نصل لأقصى نتيجة نرغب بها .
و تبدأ هذه الخطوات بالتعرف على الغرض من دخول الامتحان ، ففترة الامتحانات التي نمر بها جميعا ً في مختلف مراحل الدراسة والتي تعد في نظرنا حالة طوارئ مخيفة ما هي في الواقع إلاّ مرحلة تلخيص وتنظيم وترتيب للمعلومات التي إكتسبناها طوال العام الدراسي والتعبير عنها في شكل أجوبة نضعها أمام أسئلة تم التعرف عليها بالفعل أثناء مرحلة الدراسة وشرح المواد ، فلماذا إذا ًالتوتر والإضطراب ؟
الإمتحانات هي الفرصة الحقيقية للتعبير عن النجاح وعن القدرة في إستيعاب أكبر قدر من المعلومات وهي أيضا ً فرصة حقيقية لإثبات أننا مازلنا قادرين على التميز و التفوق و الاحتفاظ بالهدوء النفسي والعصبي في ظل فترة تحتاج إلى مضاعفة الجهد والتركيز و الإستيعاب ، فلا بد أن أتعامل مع هذا المفهوم وهذه الفرصة بإيجابية تامة وأستعن بالله على النجاح والتفوق وعلى إستذكار و مراجعة دروسي بشكل بسيط و سهل .
فتعالوا بنا لكي نكتشف الطريقة المثلى لتنظيم الوقت ومراجعة المعلومات .
في البداية أحب أن أتناول نقطة هامة جدا ًوهي أن تنظيم الوقت يشمل محواريين أساسيين وهما العقل والجسد ، فالعقل والجسد يؤثر كلا ً منهما على الآخر بشكل جوهري ، فكيف أهتم بتغذية العقل و أهمل السكن الذي يأوى به العقل وهو الجسد ؟

فعند الإهتمام بتغذية العقل بالمعلومات الهامة التي تؤدي بي للنجاح والتفوق و مضاعفة المجهود والطاقة التي تستقبل هذه المعلومات والاستيقاظ لساعات طويلة متتالية في التنقل بين صفحات الكتاب وتخزين ما يمكن تخزينه من معلومات وتراكمها معلومة تلو الاخرى إعتقادا ً بأن هذه الطريقة ستؤدي للنجاح والتفوق فإن الجسد يفاجأ بأنه مهدد بالخطر نتيجة نقص الغذاء و التركيز على العقل فقط دون الإهتمام بتغذية الجسد ، وهنا يبدأ بالاستعداد لإعلان حالة طوارئ و يعمل على إبطاء و تعطيل عملية إستيعاب العقل و المخ للمعلومات نتيجة عدم الراحة والارهاق المستمر و هذا يرجع للمفهوم الخاطئ عند الكثيرون بأن هذه الطريقة هي التي تؤدي للنجاح.
فكما قلنا أن العقل و الجسد يؤثر كلا ً منهما في الآخر فلا بد من تنظيم الوقت بحيث يشملهما معا ً. فالطريقة المثلى لتنظيم الوقت و المراجعة الصحيحة و التخلص من الإضطراب و القلق و الإرهاق هي :

أولا ً :
الإستعانة بالله سبحانه وتعالى و إخلاص النية له بالتفوق .
فمن أجل الله خلقنا وتحملنا مسئولية عمارة الأرض وهذا لا يأتي إلا بالتفوق وإخلاص القول والعمل لله

ثانيا ً:
إستيعاب المفهوم الحقيقي للغرض الذي فرضت من أجله الإمتحانات و الذي تحدثنا عنه سابقا ً والذي بالتالي يؤدي بنا إلى الهدوء النفسي أثناء المراجعة و أنه فرصة عظيمة للتعبير عن التميز في إسترجاع المعلومات والقدرة على الإبداع أثناء الإجابة على ورقة الإمتحان بما يميز فكرنا عن الآخرين .

ثالثا ً:
تقسيم الموضوعات وترتيبها حسب الأهمية أثناء المذاكرة ، ثم تناول الموضوع محط المراجعة وهنا نقوم بالتركيز على المحاور الرئيسية التي يقوم عليها الموضوع واخراجها على ورقة تعد بمثابة مسودة للأفكار الرئيسية للمذاكرة ، ثم بعد ذلك نقوم بوضع النقاط الهامة تحت كل محور بحيث يتم تلخيص الموضوع أو الدرس في شكل عدة محاور رئيسية وبعض النقاط الهامة التي تعبر عن المضمون الحقيقي للدرس ، والتي يتم العودة إليها كملخص نهائي للموضوع دون الحاجة لقراءة الدرس كاملا ً مرة أخرى مما يهدر الوقت و الجهد ويعد عبئاً على العقل.

رابعا ً :
توفير المناخ المناسب للمذاكرة والإبتعاد عن الضوضاء وتغيير مكان المذاكرة عند الشعور بالملل أو السرحان أو فقدان التركيز، وكذلك تغيير وضع المذاكرة فإذا كنت جالساً فقم بالمشي في الغرفة و إذا كنت صامتاً فقم بإستخدام نبرة صوت خفيفة في قراءة الدرس والنقاط الهامة به . أما اذا وجدت صعوبة في فهم جزء معين فلا تهدر وقتك في الإحباط والتوتر والاضطراب بل إنتقل للجزء الذي يليه فقد يحتوي هذا الجزء على مفاتيح فهم ما هو صعب من الدرس .

خامسا ً :
عدم استخدام أكثر من مصدر لمراجعة للمعلومات حتى نتجنب التشتت في التركيز والشعور بعدم الإلمام بكافة المعلومات اللازمة للاجابة على الامتحان و بالتالي الإحساس بالتقصير في المذاكرة وفوات الاوآن والاحباط وفقدان الحماس في إستكمال المراجعة نتيجة سيطرة الأفكار السلبية التي لا داعي منها ، فكن واثقا ً في مجهودك و استعن بمصدر واحد فقط في المراجعة فهو كافٍ لتناول جميع اجزاء المنهج.

سادسا ً :
لا تنسى وقت الراحة والنوم وترك مساحة للعقل لتخزين المعلومات وترتيبها بشكل صحيح بحيث لا يجد صعوبة في إسترجاعها ، و اهتم بتناول الغذاء الصحي الذي يمد الجسم بالطاقة و القوة التي تعينه على إجتياز هذه الفترة التي تحتاج لمجهود مضاعف .

سابعا ً :
تذكر دائما ً أن هذه الفترة ستمر سريعا ً فتعامل معها بكل ما لديك من قوة و كفاءة وحماس وثقتك بنفسك ولا تسمح للأفكار الهدامة والقلق والتوتر أن تعيق طريق تفوقك .

ثامنا ً :
لا تعتقد أن النجاح صعب أو مستحيل و الدليل أن حولك الكثير ممن حققوا بالفعل نجاحات و تميز عند مرورهم بنفس الفترة التي تمر بها الآن، فكن واحدا ً منهم و أتبع إستراتيجياتهم في النجاح و أتحذ منهم قدوة للوصول لهدفك .

تاسعا ً :
أستعن بوالديك و أجعلهم مصدر تستمد منه القوة و الحماس و أجعل إرضائهم بنجاحك هدف و أمل تسعى لتحقيقه لكي تقدم لهم هذا التفوق كأقل تعبير لخوفهم عليك و رغبتهم في أن تكون أنجح و أفضل مخلوق على وجه الأرض .

عاشرا ً :
قم بشكر الله سبحانه وتعالى الذي هيأ لك الفرصة في التعلم و أكتساب المهارات و المعلومات التي تؤدي بك لحياة أفضل و فكر أعمق ، فاستعن بالله فهو خير معين على التفوق و اشكر أفضاله على كل النتائج التي تصل إليها .
**في النهاية تذكر دائما ً أن النجاح أمامك و أنك قادر عليه بإذن الله فأستخدم عقلك بشكل إيجابي و وفر له الراحة و الطمأنينه و أجعله صديق يساعدك على تحقيق ما تحلم به من تفوق و نجاح و أعطِه الثقة في التعبير عن روعتك و أحقيتك في التميز .




رحــاب عمـر
مدربة تنمية بشرية

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية