الأربعاء، 18 أغسطس 2010

التعليم الفنى

أوكازيون مصاريف الفني (أونطه)
الخبراء: قرار تخفيض مصروفات التعليم الفني (فرقعة إعلامية)
رئيس القطاع الفني السابق
المشكلة ليست في الأعداد بل
في السياسة المزدوجة للوزارة
العروسي: التخفيض لايساوي قيمة ساندوتش

تحقيق: أيمن حبنه
أكد بعض الخبراء التربويين ان قرار الدكتور احمد زكي بدر وزير التربية والتعليم بتخفيض مصروفات طلاب التعليم الفني بنسبة تتراوح بين 10% و15% هو فرقعة اعلامية لتخفيف حدة الانتقادات الموجهة لاداء الوزارة ولن تفيد نسبة التخفيض في التعليم الفني في شيء ولاسيما أنها تساوي ثمن ساندوتش وطالب الخبراء التربويون بإعادة النظر في سياسات التعليم الفني والاهتمام بالمضمون وليس بالشكل فكان هذا التحقيق.
ويقول الدكتور هاني منيب رئيس قطاع التعليم الفني بوزارة التربية والتعليم السابق: قرار وزير التعليم بخفض مصروفات الطلاب في التعليم الفني بنسبة تتراوح بين 10% و15% ما هو الا فرقعة اعلامية لن تفيد التعليم الفني في شيء الهدف منها تخفيف حدة الانتقادات الموجهة لأداء الوزارة كما ان هذا القرار المتعلق بخفض المصروفات بهذه النسبة الضئيلة التي سيكون مقدارها 10 جنيهات من قيمة المصروفات التي لاتزيد علي 50 جنيها هي شيء لايذكر فالقضية ليست المصروفات.. ولايجب ان نجعلها شماعة نعلق عليها الاخطاء السابقة التي ادت الي تدهور التعليم الفني فلو افترضنا ان قرار خفض المصروفات هذا سيؤدي الي مزيد من الاقبال علي التعليم الفني وسيؤدي الي تكدس المدارس الفنية بالطلاب حيث ان التعليم الفني يستوعب 66% من طلاب الاعدادية بالاضافة الي 5% من طلاب الازهر فبالتالي هناك 71% من الحاصلين علي الاعدادية يلتحقون بالتعليم الفني فالمشكلة ليست اذناً في عدد الملتحقين بمدارس التعليم الفني فهم اكثر من عدد الملتحقين بالثانوي العام ولكن المشكلة تتمثل في عدم وجود استعدادات من وزارة التعليم لاستيعاب هذه الاعداد الضخمة في الوقت الذي تقوم فيه 50% من المدارس علي نظام الفترتين لقلة عدد المدارس التي تستوعبهم.
ويضيف منيب ان وزارة التعليم تناقض نفسها فتصدر قرارا لتشجيع الراغبين في الالتحاق بالتعليم الفني في الوقت الذي وقع فيه التعليم الفني من حساباتها حيث تنظر لخريجيها نظرة دونية عن طلاب الثانوية العامة فلم تكرم سوي خمسة طلاب فقط من اوائل التعليم الفني بقطاعاته المتعددة في الوقت الذي كان يكرم فيه الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم السابق 30 طالبا وطالبة من اوائل التعليم الفني مع اقرانهم بالثانوي العام دون اي تمييز ووصف ان مايحدث حاليا ادي لوجود السياسة المزدوجة في جعل مدارس التعليم الفني مدارس طاردة للطلاب وغير جاذبة لعدم اهتمام وزارة التعليم بالبنية التحتية للمدارس الفنية وعدم تجهيزها وامدادها بأحدث المعدات والاجهزة ونقص اعداد مدرس التعليم الفني وضعف مستواه العلمي وعدم الاهتمام بالمناهج وتطويرها وكذلك الموارد البشرية من مدرسين واداريين وطلبة وعدم الاهتمام بشكل الفصل الدراسي ونظم الامتحانات والغياب التام للجودة بمدارس التعليم الفني حيث لم تحصل سوي 3 مدارس فقط علي الجودة.
ويستطرد الدكتور هاني منيب قائلا: كل ما يتردد من مبررات لاصدار قرار خفض المصروفات بالتعليم الفني سواء كانت بزعم الانفاق من حصيلة المصروفات علي صيانة المدارس ومستلزمات العملية التعليمية هي في اعتقادي غير مقبولة شكلا وليست منطقية ولاتنطلي علي احد من خبراء التعليم ولكنهم للاسف الشديد مكممو الافواه لايستطيعون ان ينطقوا ولو بكلمة واحدة تعارض سياسة الوزير (بدر) حتي لايكون مصيرهم النقل او التهميش فكيف اذن يمكن النهوض بالعملية التعليمية وسط هذه الاجواء المشحونة بالقمع ومحاربة روح الابداع والابتكار??!
وتؤكد الدكتورة مي شهاب استاذ اصول التربية بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية ان سياسة الدكتور احمد زكي بدر وزير التربية والتعليم ادت الي اعادة الانضباط داخل المدارس وتدعيم قيم الانتماء والولاء للوطن فيكفينا ما نسمعه يوميا ونحن في بيوتنا من صدي لترديد النشيد الوطني في طابور الصباح.
وان القرار الاخير بتخفيض مصروفات الطلاب في التعليم الفني بنسبة تتراوح بين 10% و15% للعام الدراسي الجديد راعي البعد الاجتماعي لابناء الطبقة الوسطي لاستكمال تعليم ابنائها بدلا من تسريبهم من المدارس وتعليمهم حرفة وتجعله جاذبا للطلاب للاقبال عليه ولاسيما بعد نجاح مشروع مبارك - كول وتسابق المصانع والشركات علي خريجي مدارس مبارك - كول لاستيعابهم في سوق العمل لما يتمتعون به من خبرة وحرفية عالية اكتسبوها من النظام الدراسي الذي جمع بين العملي والنظري فنصف الوقت يقضيه الطالب في المصنع يتدرب علي الماكينة والنصف الآخر في المدرسة يتعلم فيه علي ايدي مدرسين مهرة مدربين تدريباً عالياً ولهذا طالبت حي شهاب بتصميم تجربة مشروع مبارك - كول حتي يمكننا النهوض بالتعليم الفني والارتقاء به لاسيما ان كثيرا من الطلاب المتفوقين الحاصلين علي مجاميع مرتفعة يلتحقون به لسمعته الطيبة ولحاجة سوق العمل اليه.
وتري الدكتورة مي شهاب ان مجهودات الوزير ستؤدي الي تطوير التعليم رغم ما يواجهه من تحديات كبيرة ولكن بالتدريج سيتحقق ما نصبو اليه فما اتخذه من خطوة لخفض المصروفات وتخصيص الجزء الاكبر منها علي عمليات الصيانة وتوفير مستلزمات العملية التعليمية شيء جيد فتكلفة التعليم الفني تفوق خمسة اوستة اضعاف التعليم العام لما تحتاجه المدارس الفنية من تجهيزات خاصة للمعامل والاجهزة والمعدات والادوات والتي تكلف كثيرا من ميزانية التعليم ولهذا فتوزيع الموازنات بقدر الاحتياجات والدولة لم تبخل علي قطاع التعليم بشيء فلقد قامت بزيادة موازنة التعليم بالمليارات للنهوض به.
ويؤكد المهندس علي بشير مدير عام تطوير التعليم الفني بالمقاولون العرب ان قرار خفض مصروفات الطلاب بالتعليم الفني ليست هي القضية المحورية وان كان هذا عملا طيبا - للنهوض بالتعليم الفني ووفقا لرؤيتنا التي نعمل بها حاليا في المدارس الخمس تحت اشراف وزارة التعليم استطعنا ان نجعل هذه المدارس جاذبة للطلاب وهذا هو المدخل للتطوير يعقبه الاهتمام بالطالب نفسه وتوفير جميع ما يحتاجه من رعاية صحية واجتماعية وتشجيعه علي التعليم في مناخ سليم يساعده علي الابداع والابتكار ويؤهله فنيا للالتحاق بسوق العمل وتسابق المصانع واصحاب الاعمال عليه ثم يلي هذا الاهتمام بإعداد المدرس علميا وتقديره ادبيا وماديا حتي يستطيع ان يؤدي رسالته التربوية دون اي معوقات تعترض طريقه وكذلك الاهتمام بتطوير المناهج وفقا لاحدث النظم العلمية وتوفير بنية اساسية سليمة بالمدارس تتوافر بها جميع اشتراطات الجودة والامان الصناعي وهذا هو الطريق للتطوير وليس بالنواحي الشكلية كالمصروفات والتي لاتقلل من اهميتها ولكنها ليست قضيتها الاساسية الآن.
ويتهم الدكتور احمد العروي خبير تربوي بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية كل وزراء التعليم ولاسيما في حقبتي الستينيات والسبعينيات بأنهم المسئولون عن تدهور التعليم الفني وتدني مستواه.
ان قرار تخفيض المصروفات يشجع الطلاب علي الاستمرار في التعليم بدلا من ان يتسربوا منه وان كانت قيمة هذا التخفيض ليست كبيرة فهي تكاد تكون ثمن ساندوتش ولكنها خطوة جيدة لتطوير التعليم الفني والذي يحتاج ان تكفله الدولة وتزيد من الميزانية المخصصه له حتي يمكن بناء مدارس جديدة وتجهيزها بجميع الاجهزة والمعدات وتوفير المدرسين الاكفاء بها والتدريب الجيد حتي تكون مدارس التعليم الفني جاذبة للطلاب للالتحاق بها علي اعتبار انها نموذج جيد للتعليم تؤهل خريجيه لسوق العمل مثل مدارس مبارك - كول ويكون هناك طلب عليه من سوق العمل وذلك بتصحيح الاوضاع بها بالحزم والقضاء علي التسيب الموجود بها نتيجة انتشار العنف وضياع هيبة المدرس.
ويتساءل الدكتور العروسي: لماذا لا يكفل رجال الاعمال هذه المدارس ويجمعون التبرعات لها او يدفعون المصروفات كاملة عن الطلاب الفقراء بها او شراء المعدات لها بدلا من المعدات المتخلفة القديمة التي عفا عليها الزمن واصبحت لاتستخدم في سوق العمل ومع ذلك يتدرب عليها الطلاب في المدرسة?
بواقع 50 جنيها لكل فصل
5.6 مليون جنيه لصيانة مدارس بالقاهرة

قائمة المدونات الإلكترونية