الخميس، 30 سبتمبر 2010

المشاركة المجتمعية فى بناء المدارس

بعد ارتفاع كثافة الفصول وشدة الزحام بين الطلاب..
التاريخ : الأربعاء 29 september 2010 01:36:00 مساءً
بعد ارتفاع كثافة الفصول وشدة الزحام بين الطلاب
الخبراء يطالبون بتكثيف المشاركة المجتمعية لبناء المدارس وصيانتها
يسري عفيفي: مشاركة النقابات المهنية واجب ومدخل أساسي لتطوير التعليم

أكد الخبراء التربويون أن المشاركة المجتمعية لا سيما في بناء المدارس وصيانتها ضرورة ملحة تفرضها ظروفنا الاقتصادية الصعبة وليست ترفاً حيث تعاني مصر من نقص شديد في عدد المدارس وارتفاع معدلات الكثافة في الفصول وتعدد نظام الفترات وانخفاض ما ينفق سنوياً علي التلميذ المصري من موازنة الدولة والتي تعاني عجزاً شديداً في الوفاء بمتطلبات العملية التعليمية مقارنة بما ينفق علي التلاميذ في الدول العربية أو حتي إسرائيل.
وطالب الخبراء بتشجيع القطاعين الخاص والأهلي ورجال الأعمال للقيام ببناء مدارس وتأجيرها للحكومة بقيمة إيجارية مناسبة أو التبرع لبناء المدارس مع وجود تسهيلات من هيئة الأبنية التعليمية، كما دعا الخبراء النقابات المهنية للمشاركة المجتمعية وقيامها ببناء مدارس لأبناء أعضائها والعاملين بها مع الاستفادة من نتائج الأبحاث التي تجريها المراكز البحثية التربوية كمدخل أساسي لتحسين التعليم وتطويره.
ويقول الدكتور يسري عفيفي .أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس.: لا شك أن المشاركة المجتمعية ضرورة ملحة تفرضها ظروفنا الاقتصادية الصعبة فالدولة لا يمكنها بمفردها حل كل المشكلات التعليمية القائمة وعلي رأسها العجز الشديد في بناء المدارس لضعف الميزانية المخصصة لقطاع التعليم، وأكد أنه في ظل الكثافة الرهيبة في أعداد التلاميذ في الفصول والمرتبطة بزيادة السكان وما تتطلبه من خدمات تعجز أجهزة الدولة عن الوفاء بها ولاسيما بعد الاشتراطات التي يتطلبها قانون الجودة حتي تحصل المدارس علي الاعتماد بالجودة، فأصبحت المشاركة المجتمعية ضرورة وليست ترفاً، وكان من الواجب علي جميع فئات المجتمع المشاركة في بناء المدارس وصيانتها.
وقال إننا في حاجة شديدة لمزيد من المدارس للقضاء علي الكثافة في الفصول ونظام الفترات وزيادة مقدار ما ينفق علي التلميذ المصري سنوياً حيث تعد مصر من أقل الدول العربية في الانفاق علي التلميذ مقارنة بإسرائيل.
ويضيف عفيفي قائلاً: إنه في ظل تزايد مشكلات التعليم وتفاقمها أصبح من الضرورة بمكان أن يقوم الإعلام التعليمي من صحف وقنوات فضائية لتحفيز المجتمع المدني ورجال الأعمال للمشاركة المجتمعية والقيام بجمع تبرعات لبناء المدارس بعد حل جميع الاشكاليات المتعلقة بهيئة الأبنية التعليمية وإيجاد آليات لتسهيل الإجراءات علي المتبرع وتسمية المدرسة التي يقوم ببنائها باسمه وكذلك تشجيع القطاعين الخاص والأهلي، بالإضافة إلي مشاركة القطاع المصرفي في التمويل من خلال اتاحة البنوك المصرية ائتماناً للقطاع الخاص من البنوك المصرية لبناء المدارس وتأجيرها للحكومة بقيمة إيجارية مناسبة وفي نفس الوقت تحقق لها هامشاً من الربح.
ودعا الدكتور يسري عفيفي النقابات المهنية إلي المشاركة في بناء المدارس حتي يلتحق بها أبناء أعضائها والعاملون بها والذين يمثلون غالبية الطبقة الوسطي في مصر لكي يتلقوا خدمة تعليمية جيدة تدعمها النقابات مادياً وأدبياً علي أن يكون هناك متابعة ومراقبة مستمرة لها.
ويضيف الدكتور محمود كامل الناقة .رئيس الجمعية المصرية العربية للمناهج وطرق التدريس. قائلاً إنه يجب ألا تكون المشاركة المجتمعية آليات ترجع لشخصيات عامة تعرض خدماتها علي وزارة التعليم في الوقت الذي تحولت فيه الجهات المنوط بها القيام بالمشاركة المجتمعية تحت رعاية الوزارة مثل مجالس الآباء والأمناء إلي إدارات جماعية ترفع شعارات تستهلكها الآلة الاعلامية دون خدمة حقيقية تستفيد منها البنية التحتية لقطاعات وزارة التعليم المختلفة، حيث تغيرت المفاهيم والعادات فاختلفت عما تربينا عليه في مجتمع قائم علي الترابط علي عكس الوضع الحالي.
ويطالب الدكتور محمود الناقة بمنح جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لرواد العمل الاجتماعي من المتبرعين ببناء مدارس سواء كانوا رجال أعمال أو تربويين علي أن يتم تذليل كل الصعاب والمعوقات لهم هم ومنظمات المجتمع المدني المساهمة في هذا العمل العظيم وتقديم ما أنجزوه للمجتمع بصورة جيدة حتي يقتدي بها الآخرون.
وتقول الدكتورة مي شهاب أستاذ أصول التربية بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية: التعليم سواء الجامعي أو ما قبل الجامعي قضية أمن قومي لمصر وأن المشاركة في عمليات البنية التعليمية لابد أن تخرج من جانب رجال الأعمال بكل ثقلهم لبناء المدارس وأن يتم تحفيزهم علي هذا العمل النبيل بتخفيض الضرائب عنهم وتقديمهم كقدوة للشباب إلا أنه للأسف الشديد يوجد قصور إعلامي شديد في هذا الاتجاه في الوقت الذي لعب فيه الإعلام دوراً كبيراً في مشروع .57357. وكان سبباً رئيسياً في نجاحه الكبير، ولهذا يجب تقديم الدعم الإعلامي الواجب بالإضافة إلي قيام وزارة التربية والتعليم بتيسير جميع أمور المشاركة المجتمعية وتعزيز أدوار القائمين عليها وتيسير قبول التبرعات والتخلص من الإجراءات الشكلية التي تعوق أداء المشاركة المجتمعية وترهق المتبرع وتجعله يمل.
وتري الدكتورة سامية خضر .أستاذ علم الاجتماع بتربية عين شمس. أن بناء مدرسة يساوي بناء مسجد أو كنيسة، كما أن أغني الدول في العالم قائمة علي المشاركة المجتمعية، والمسئولية المجتمعية وبالتالي فنحن في مصر في أشد الحاجة لما تسفر عنه جهود المشاركة المجتمعية حيث لا تملك مصر سوي 42 ألف مدرسة يوجد عدد كبير منها آيل للسقوط ويحتاج للصيانة في الوقت الذي ترتفع فيه معدلات الزيادة السكانية بشكل كبير انعكس سلباً علي ارتفاع نسب الكثافة في الفصول، وأكدت أنه يجب تدعيم دور رجال الأعمال في هذا وتشجيعهم علي بناء المدارس وكتابة اسمائهم عليها كما حدث في إنشاء مقر الجامعة الأمريكية الجديد فكل رجل أعمال تبرع ببناء قاعة محاضرات أو معمل تمت تسميتها باسمه لتشجيع غيره علي الاقتداء به.
وتشير إلي أن مشكلتنا الأنانية المتفتشية لدي بعض فئات المجتمع واحجامها عن المشاركة في تحمل المسئولية الاجتماعية وهناك جمعيات أهلية كثيرة مهددة بالتوقف لأن المواطنين يرفضون العمل التطوعي بدون دخل متأثرين بهوجة الانفتاح الاقتصادي الاستهلاكي وتحمل المسئولية فقط داخل الغرف المغلقة وافتقادنا للقدوة والتي تدفع الإنسان للسير علي هديها ونهجها حيث إن الانسان بطبيعته كائن مقلد يقلد الآخرين لهذا يجب تسليط الأضواء علي رواد العمل الاجتماعي والمشاركة المجتمعية ولاسيما في المجال التعليمي فما أحوجنا لتطويره حتي يمكن النهوض وتحقيق التقدم الاقتصادي المنشود.
تحقيق ــ أيمن حبنه

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية