الخميس، 2 سبتمبر 2010

العراق فى قلوبنا


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في ندوة المسائية حول : خمس سنوات علي غزو العراق (1-2)
· غزو أمريكا للعراق حقق الحلم الإيراني بالتغلغل والسيطرة
· زيارة نجاد للعراق اعتراف أمريكي بتنامي النفوذ الإيراني في العراق
· لم تحدث عملية إرهابية أثناء وجود نجاد في بغداد!
· اجتماعات سرية أمريكية إيرانية لتنسيق المصالح بين الجانبين
· إيران استولت علي 137 طائرة عراقية أودعها صدام لديها كأمانة
شبكة البصرة
تمر الآن الذكري الخامسة للاحتلال الأمريكي للعراق ولا تزال المقاومة العراقية تكبد الاحتلال خسائر فادحة أثرت علي خطط البنتاجون وحسمت ضرورة الإسراع بالانسحاب بشكل او بآخر بعد استقالة عدد من القيادات العسكرية. وتدخل في اللعبة ايران بموروثها التاريخي والديني والطائفي وخاصة بعد زيارة احمدي نجاد لبغداد تحت الحماية الامريكية الأمر الذي يؤكد مدي التنسيق بين مصالح الاحتلالين الأمريكي الإيراني للعراق. زيارة نجاد لبغداد لها مدلولاتها ومغزاها وأبعادها التي ستتفاعل في الأزمة. كيف تبدو القضية بعد خمس سنوات وكيف يري الحضور العراق في ظل تلك المتناقضات؟. وفي ندوة المسائية حضر كل من الدكتور صلاح عبد الله مؤسس حركة القوميين الجدد والدكتور علي تركي وكيل وزارة الخارجية السابق واستاذ القانون الدولي بجامعة بغداد والصحفي العراقي حازم العبيدي ولفيف من الزملاء. زيارة مشؤومة قال د. صلاح عبد الله مؤسس حركة القوميين الجدد أنه بالنظر إلي المعطيات المتاحة الآن علي الساحة السياسية نجد هناك أقوالا وأفعالا ولابد من تطابق الأقوال مع الأفعال وإذا لم يحدث ذلك فهو خداع سياسي وإذا طبقنا هذا الوضع في العراق فنحن نجد تهديدا ايرانيا أمريكيا علي العراق؟ وعلي مستوي الواقع نجد تصريحات نارية من طهران ضد الولايات المتحدة ومعاونيها وعندما نطبق هذه الأقوال والتصريحات مع الأفعال نجد زيارة نجاد للعراق بأمر وإذن من أمريكا وايضا جاءت الزيارة تحت حمايتها حيث أقيمت له الولائم في مراكز الاقامة التي كانت تخص الرئيس الراحل صدام حسين ولم ينقص تلك الزيارة سوي ان يذهب نجاد الي قبر صدام ليقول له ها قد عدنا من جديد للعراق وتساءل د. صلاح عبد الله هل من الممكن أن تسمح أمريكا بزيادة نجاد للعراق دون أن يكون لكلا الطرفين مصالح واستفادة مشتركة؟ وقد جاءت نتائجها بدعم لحكومة المالكي العميلة وهذا الدعم بالطبع يصب في مصلحة القوات الامريكية بالعراق حيث طالب نجاد بضرورة التخلص من مجاهدي «خلق» وكأنهم ليسوا مجموعة من البشر وقال د. صلاح عبد الله إننا نختلف ونتفق معهم لكن لا يمكن التخلص منهم بهذه الطريقة البشعة التي أرادها نجاد، واضاف ان التنسيق الامريكي الإيراني القائم الآن علي الساحة السياسية واقع ملموس ولا يمكن نصدق بوجود خلاف قائم بينهما وتساءل من الذي يبث الرعب لدول الخليج العربي الآن؟ وأجاب انها بالفعل ايران وأمام هذا العداء القائم هناك تعاون أمريكي خليجي، فلأول مرة نجد قاعدة عسكرية فرنسية وقواعد امريكية وصفقات أسلحة تعقد بالمليارات فإيران تخدم مخططات أمريكا لكن هناك خلافاً بالفعل بين أمريكا وايران ينحصر حول حصص التقسيم للثروات في المنطقة العربية والشرق الأوسط خاصة العراق وكذلك حزب الله اللبناني فهو ورقة رابحة لإيران لتنفيذ سياستها بالمنطقة لكننا نقدر جهوده ومواقفه الشجاعة أمام اسرائيل وهزيمتها النكراء في حربها الأخيرة مع حزب الله. وقال د. صلاح: إن الوطن العربي يقع تحت الهيمنة فهناك بالفعل هيمنة أمريكية وهناك هيمنة إسرائيلية وهناك أيضاً هيمنة ايرانية فارسية. وفيما يخص المقاومة اشار إلي انها جاءت كرد فعل طبيعي علي الاحتلال وهناك خمس سنوات مضت من المقاومة العراقية ضد الاحتلال للتخلص من الهيمنة الأمريكية الايرانية الاسرائيلية علي المنطقة وأضاف ان فوز حزب الله علي اسرائيل قضي علي جزء من هذه السيطرة وبالرجوع مرة أخري للمقاومة فهناك تصاعد في خسائر الأمريكان في العراق وأيضاً في أفغانستان وقال: إن انسحاب الأمريكان من العراق ليس مستبعداً وحول مدي تأثير الانتخابات الامريكية علي هذا الانسحاب قال: إنها يمكن استخدامها كغطاء لهذا الانسحاب لكن المقاومة كان لها دور فعال في هذا الانسحاب فأمريكا دولة عظمي لا يمكن أن تهزم بسهولة لكنها منيت بخسائر فادحة يمكن أن تقودها للانسحاب مؤكداً أنه سيكون هناك احتلال ايراني محتملا في العراق بعد خروج القوات الامريكية حيث عبر المسئولون الايرانيون مرارا وتكرارا أنهم يستطيعون ملء الفراغ بعد خروج الامريكان من العراق. وحول زيارة الرئيس الإيراني للعراق علق د. علي تركي علي تلك الزيارة قائلا أثارت زيادة الرئيس الايراني مؤخرا للعراق الكثير من ردود الفعل المتباينة بين مؤيد ومعارض وكانت معظمها حادة وهي نتيجة حتمية للمواقف المتعارضة ما بين مؤيد أو معارض للعملية السياسية في ظل الاحتلال، فالذين أيدوا أو عارضوا الزيارة لم يخرجوا عن هذا الاطار، ففي الوقت الذي عارضتها القوي الوطنية التي تحمل الجارة المسلمة المسئولية الثانية بعد قوات الاحتلال عن الدمار والخراب الذي لحق بالعراق فإن القوي الحكومية والمنطوية تحت جناح الاحتلال والاحزاب العراقية اليتيمة التي تبنتها إيران في المنفي كانوا من ابرز مؤيدي الزيارة وانطوي اخرون لمعارضتها أو تأييدها لأسباب طائفية وعنصرية نحن في غني عنها في الوقت الحاضر فالذي فينا يكفينا وكان الموقف الشعبي بدوره متباينا بنفس الحدة ففي الوقت الذي رفعت لافتات وشعارات معارضة للزيارة في مسيرات شعبية في الأنبار وديالي وصلاح الدين وكركوك والموصل فإن صور الخميني رفعت في مسيرات أخري داخل كربلاء والنجف معلنين الولاء والوفاء لمن تجرع السم لحقن دماء المسلمين وكي نحاول الابتعاد قليلا عن التسميات التي ما فتأت تطلق علي كل من يحاول أن يحلل الامور بشكل عقلاني وعلمي فإننا سنحاول ان نبحث نواة الزيارة ونبتعد عن قشورها قدر الامكان. وأضاف أن توقيت الزيارة ومراسيمها لم تكن مختلفة عن بقية الزيارات التي يقوم بها الرؤساء عادة بالرغم من الاجراءات البروتوكولية الضعيفة التي رافقتها وكأنك لاتشعر بأن هناك استقبالا رسميا علي مستوي الرؤساء مع الاخذ بنظر الاعتبار اختفاء الاحتفال الرسمي وهو أمر معقول في ظل الظروف الامنية المضطربة التي تقتضي اتخاذ تدابير الحيطة والحذر لثاني رئيس بعد الرئيس بوش له حظوة ومكانة ودور فاعل علي المشهد العراقي وبالرغم من ان البعض اعتبرها زيارة تاريخية وهو كذلك بحد ذاتها فإن هناك من اعترض عليها ولكن لا بد من تفسير معني «تاريخية» كي نقرب وجهات النظر فمنذ سقوط نظام الشاة وتسلم الخميني دفة الحكم في ايران لم يقم أي رئيس ايراني بزيارة رسمية للعراق وهو أمر له مبرراته فدماء الشهداء لم تجف بعد من تربة العراق كما أن أسري الحرب العراقية الإيرانية لم ينسوا بعد التعذيب علي أيدي النظام الايراني ومازالت آثاره شاخصة علي أجسادهم كما أن معوقي الحرب ما برحوا كراسيهم أو امتطاء اطرافهم الاصطناعية والامهات والارامل والايتام مابرحوا ثكلي يفتقدون محبيهم وآثار الخراب الناجمة عن الحرب مازالت هياكلها تحكي قصصها في بلاط الشهداء وغيرها، كما أن الحرب انتهت حيث ابتدأت ورجعت اتفاقية عام 1975 إلي مكانها بالرغم من ان الطرفين الغياها ويفترض حسب القانون الدولي أن يوقع الطرفان اتفاقا جديدا علي احيائها والالتزام بها، ولم تلتزم إيران باعادة الاراضي العراقية في سيف سعد وزين القوس ومناطق اخري إلي العراق حسب الاتفاقية ومازال شط العرب يكرم ايران بالمزيد من الاراضي بفعل التجريف وتآكل جوانبه علي حساب العراق ومازالت امانة العراق في ذمة ايران من طائرات «137» طائرة مدنية وعسكرية مع علمنا أن الطائرات ليست امانة في الوقت الحاضر فقد ادخلت في نطاق الخدمة المدنية والعسكرية في ايران ماتزال ايران وابواقها يطلبون بتعويضها عن الحرب متناسين أهم امر وهو انه لم يثبت وفق قرارات الامم المتحدة بأن العراق بدأ الحرب. وقد عبرت وكالة الاسوشييتد بريس بقولها انها مسألة دراماتيكية بالنسبة للرئيس نجادي الذي قاتل العراقيين ضمن قوات الحرس الثوري أن يزور العراق ويتحدث عن أهمية «إزالة نظام الدكتاتور» كما سماه وأن يجد الابواب مفتوحة ليوقع المزيد من الاتفاقيات علي هامش النفوذ الايراني التوسعي في العراق. وأضاف أنه اذا انتقلنا الي المرحلة الثانية وهي مرحلة اثارت الكثير من اللغط وذات تسمية مزدوجة عند العراقيين طرفا يدعوها بالانتفاضة الشعبانية وطرف آخر يسميها صفحة الغدر والخيانة والتي أدت إلي تخريب ونهب مؤسسات الدولة واشاعة الفوضي في معظم محافظات العراق فقد اثبتت الوقائع حينها أن ايران كانت المحرك الرئيسي لها والقي حينذاك علي اكثر من «100» عنصر مخابراتي ايراني خلالها تمت مبادلتهم ببقية أسري الحرب من العراقيين وكان اسم نجادي لامعا من بين المخططين لهذه الفوضي. وأشار إلي أنه في الغزو الاخير اعترف المسئولون الايرانيون صراحة بأنه لولا ايران لما تمكنت الولايات المتحدة الامريكية من غزو العراق وهي عبارة اكدها اكثر من مسئول بدءا من رفسنجاني نزولا الي ابطحي وهذا يعني أن ايران تتحمل مسئولية النتائج المأساوية التي حصلت في العراق من قتل مليون عراقي وتشريد اربعة ملايين داخل وخارج العراق والدمار والتخريب الذي عصف بكل مؤسسات الدولة العراقية. ولننتقل إلي مرحلة الزيارة قبلها بأيام وخلالها ونستشف شيئا من مكنوناتها الغريبة فقد جاءت الزيارة في اوضاع غير طبيعية لاتشجع مطلقا علي تحقيقها فالوضع في شمال العراق مضطرب بسبب الاجتياح التركي لملاحقة عناصر حزب العمل الارهابي كما أن الجنوب غير مستقر بسبب المعارك المعلنة والمتسترة بين عناصر بدر والتيار الصدري كما أن محافظ البصرة سبق أن اتهم القنصلية الايرانية بالتدبير لاغتياله مطالبا بغلقها لأن خرجت عن نطاق عملها بما يتنافي واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية ولكنه مع الزيارة نفي تصريحاته السابقة كما أن محافظة ميسان شهدت مهاترات بين المسئولين العراقيين حول الاستيلاء علي آبار نفط في منطقة الطيب من قبل الايرانيين وطرد المهندسين العراقيين منها وفي الوقت الذي انكر وزير النفط حسين الشهرستاني هذه السرقات مالبث أن رجع الي وعيه واعترف بها بعد ان اوقع وفد خارجية المفاوض في مطبات هو في غني عنها كما أن هناك صراعا معلنا بين البدريين والصدريين حول انتخابات مجالس المحافظات والتي من المتوقع ان تشعل فتيل التيار الصدري لقلب الموازين بعد أن اجهض نائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي التصويت علي مشروع القرار في البرلمان بتأثير اللوبي الايراني كما اتهم رئيس المخابرات العراقية الشهواني ايران بتدبير مخطط لافشال مجالس الصحوة يضاف الي ذلك اخيرا الهفوة التي نطق بها الرئيس الطلباني حول الغاء اتفاقية شط العرب عام 1975 من ثم اعتذاره بأنها كانت زلة لسان وقبلت منه علي مضض لأن لسانه غير عربي. الاوضاع في المنطقة الجنوبية والوسطي كانت متوترة بفعل مراسيم عاشوراء والمسيرة المليونية الراجلة وانشغال القوات المسلحة وغير المسلحة بتأمينها، وديالي تشهد مشاكل عديدة بعد تمرد رجال الصحوة بسبب قائد الشرطة القريشي المفروض عليهم وهو ايراني الهوي وينفذ اجندتها، وقوات الاحتلال ترفع عقيرتها متهمة إيران بأنها ما تزال تصدر الارهابيين والاسلحة للعراق وقد عبر الادميرال غريغوري سميث الناطق باسم الجيش الامريكي عن أمله في تحقيق نتائج ملموسة للاجتماعات بين الطرفين العراقي ونظيره الايراني بتخفيض العنف فيما إذا تخلت إيران عن دعم الميليشيات الشيعية وتزويدها بالاسلحة وتمويلها. الاوضاع الدولية لم تكن تساعد علي الزيارة فقد تزامنت مع إصدار مجلس الامن الدولي قرارا جديدا برقم «1803» بموافقة اربعة عشر عضوا من ضمنهم فيتنام وليبيا لتشديد العقوبات الاقتصادية والتجارية بعد فشل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إقناع إيران بإبداء المزيد من التعاون بشأن برنامجها النووي وقد اتهم ممثل إيران الدائم في الامم المتحدة محمد خزاني مجلس الامن بأنه انحدر ليصبح مجرد أداة لتنفيذ السياسة الخارجية لبعض أعضائه والمقصود بهم الولايات المتحدة وبريطانيا كما أن هناك مغالطات حول عقد مؤتمر القمة العربية القادم في سوريا وسط إشاعات بقلة أو انخفاض مستوي المشاركة فيه، لاسيما أن موضوع لبنان لم يحسم بعد يضاف إلي ذلك تطور الخلافات بين حزب الله الذي تدعمه إيران والتهديد بشن حرب مفتوحة بينه يضاف إلي ذلك الهجمات الاسرائيلية علي غزة والتي أسفرت عن عديد كبير من القتلي نستنتج من هذا كله أن توقيت الزيارة لم يكن موفقا من ناحية ظروف العراق الداخلية والوضع الايراني المتأزم بعد صدور قرار مجلس الامن ناهيك عن مسألة اشد أهمية من هذا كله وهو أن العراق بلد محتل وهذا ما أكده الايرانيون قبل غيرهم بمعني ان العراق ناقص السيادة ومن الغريب ان يتحدث نجاد عن موضوع السيادة بطريقة الطلاسم ففي مؤتمره الذي عقد في المنطقة الخضراء أشار بأن عراقا موحدا وذا سيادة ومتقدما سيكون مفيدا لدول المنطقة كلها ولشعب إيران بالذات وهذا أمر يتنافي مع كل الوقائع فسيادة العراق ذهبت أدراج الرياح بفعل التسهيلات التي قدمتها إيران للشيطان الاكبر لغزوه، كما أن العراق الموحد يتنافي مع مفهوم الفدرالية الذي يرعاه عبدالعزيز الحكيم وهو اداة إيران التنفيذية في العراق، علاوة علي أن تقدم العراق من شأنه أن يهدد مكانة إيران كدولة تطمح بأن تكون لها السيادة المطلقة ليست علي منطقة الخليج فحسب وإنما علي منطقة الشرق الاوسط ولولا تدمير العراق لما تمكنت من إيران من تبوأ مركز الصدارة.

أدار الندوة : محمد سلامة
وشارك فيها : خالد عبد الهادى - وصلاح البجرمى - أبوبكر عبد السميع - حسام عبد الله - فاطمة بدوى - أيمن حبنة
شبكة البصرة
السبت 8 ربيع الاول 1429 / 15 آذار 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او
الاقتباس

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية