الخميس، 30 سبتمبر 2010

ابعاد مصر عن المشاركة فى معرض الكتاب الجزائرى


إبعاد مصرعن معرض الكتاب الدولي الجزائري
(أزمة الأقدام).. هل تعطل عمل العقل العربي?!
المثقفون: القرار انفعالي ويغذي روح التعصب بين الدولتين
تحقيق:أيمن حبنه
يقول فتحي العشري عضو مجلس ادارة اتحاد الكتاب: قرار إبعاد الناشرين المصريين من المشاركة في المعرض بمثابة صدمة، لهذا أري ان المسألة ليست مباراة لكرة القدم وما اعقبها من احداث، ولكن يتضح في حقيقة الامر ان هناك كراهية.. متناسين ما قدمته مصر من مساعدات للثورة الجزائرية دفعت مصر فاتورتها بقيام فرنسا وانجلترا واسرائيل بالعدوان الثلاثي علي مصر في عام 1956، وما يؤسف له ان وزارة الخارجية المصرية كان رد فعلها ضعيفا ولم تبد حتي مجرد الاعتراض او الشجب والادانة.
ويضيف: لعب الأهلي وكذلك الاسماعيلي هناك ولعب فريق شبيبة القبائل الجزائري لدينا ولم يحدث شيء منهم سوي هذا القرار العجيب بعد هذه المباريات ولم تحدث منهم تجاوزات حتي لايشطبوا من الفيفا.. وهذا ذكاء منهم فلقد سبق لهم ادارة ازمة مباراة السودان بذكاء، فرغم تجاوزاتهم في حق المشجعين المصريين وشركات مصر للطيران والمقاولين العرب واوراسكوم لم يتخذ الفيفا ضدهم اجراء بينما تحملت مصر غرامة وحملة اعلامية شرسة، لذا يجب معاملتهم بالمثل وان يتخذ اتحاد الناشرين المصري شيئا تجاههم وكذلك اتحاد الناشرين العربي وان يتم تصعيد الموقف ضدهم دوليا من خلال اتحاد الناشرين الدولي باللجوء اليه وتقديم شكوي رسمية ضدهم.
ويطالب العشري باتخاذ اجراء حاسم ضد موقفهم ومعاملتهم بالمثل بمنعهم من الاشتراك في كل الفعاليات الثقافية في مصر ومنع دخول الكتب الجزائرية مصر وعدم نشر أو ترجمة اي اعمال ادبية او علمية للكتاب الجزائريين وتفعيل قرار المقاطعة السياسية والثقافية والفنية تجاههم.
خصومة ثأرية
ويضيف الشاعر فؤاد حجاج(عضو اتحاد الكتاب المصري): قرار ابعاد مصر عن المشاركة في معرض الكتاب الدولي بالجزائر قرار لا مبرر له ولا وجه للاستعجال فيه لان الشعبين المصري والجزائري ليس بينهما خصومة ثأرية لكي يقوم احد المسئولين الجزائريين بإصدار قرار يعكر صفو العلاقات بين الشعبين الشقيقين، حيث ان الخلافات جاء من القدم.. فهل يسيطر علي باقي الجسد.. ويعطل عمل العقل فيصدر قرار بمصادرة الابداع الذي يقدمه الكاتب والمؤلف المصري? وارجو ان يكون هناك عقلانية وحكمة كي لايكون هناك قرارات متبادلة تؤدي بنا في النهاية الي اين? الله اعلم!!.
ويشدد ان من قام بإصدار هذا القرار ينقصه قدر كبير من العمق، لذا يجب ان يكون هناك لقاء بين وزير الثقافة المصري ونظيره الجزائري لمناقشة الامر بشكل حيادي وجاد والوصول لتعديل هذا القرار وانهاء الخلاف بشكل به قدر من الود، كما يجب ان يكون لاتحاد الكتاب المصري موقف لمعالجة الامر، لاسيما وان الكاتب محمد سلماوي الامين العام هو ايضا امين عام اتحاد الكتاب العرب.
وحدة الصف
ويؤكد الاديب احمد حسن سعد(عضو اتحاد الكتاب المصري) ان التعصب المقيت لكرة القدم هو السبب في هذه المشكلة التي نتجت عنها اوضاع خاطئة من الطرفين كان من المفترض انتهاؤها والا يكون لها ذيول ولكن ماحدث هو العكس فالانشقاق والتشرذم زاد بشكل غير طبيعي واشتعلت الحروب الاعلامية بين البلدين، ثم فوجئنا بالتصعيد الاخير من جانب مفوض معرض الكتاب الدولي الجزائري بمنع مصر من الاشتراك في المعرض وحظر تداول الكتب المصرية في الجزائر.. متناسيا ان الثقافة ليس لها حدود وملك للبشرية كلها وليس دولة بعينها.. ولو نظرنا في مصر نجد المثقفين مشغولين بصراعاتهم الشخصية ومنقسمين داخل اتحاد الكتاب وجمعية الادباء مابين يميني ويساري واسلامي وشيوعي من اجل مناصب زائلة لاتبقي.. متناسين ان المثقف يجب ان يكون له دور في حياة الناس ولهذا يجب علي اتحاد الكتاب ان يقوم بدور فعال لاحتواء هذه الازمة دون مزايدة وان يصدر قرارا يسمح للجزائر بالاشتراك في معرض الكتاب المصري في الجزائر حتي يتم تفويت الفرصة علي اعداء القومية العربية وعدم تحقق هدفهم في تفتيت وحدة الصف العربي.
وتشير الروائية الدكتورة سامية خضر.. استاذ علم الاجتماع بتربية عين شمس وعضو اتحاد الكتاب المصري الي ان قرار الجزائر يزيد من فرقة الصف العربي ويقضي علي ما تبقي من آمال وطموحات القومية العربية بسبب تصرفات غير عاقلة من بعض الجهلاء تغذي روح العداء والانقسامات بين العرب خاصة وان هناك 20 مليون امي في الوطن العربي، لهذا يجب علي النخبة المثقفة ألا تندفع وراء تيار الغضب وتصدر قرارات بالمقاطعة.. فيكفينا مايحدث في فلسطين والعراق فيجب عليهم التحلي بالصبر والهدوء والتريث في ردود الافعال والقيام بحملات توعية تكشف مثل هذه المؤمرات الخبيثة التي يحيكها اعداء الامة.. كما يجب علي اتحاد الكتاب المصري الدعوة لعقد اجتماع عاجل لمناقشة هذا الامر بالتنسيق مع الكتاب الجزائريين المستنيرين امثال احمد بن سعاده الذي قام هو وعدد من المفكرين الجزائريين المقيمين في الجزائر واوروبا وامريكا الشمالية بالتوقيع علي عريضة يدعون فيها الي رفع الحظر المفروض علي الكتب المصرية في معرض الكتاب الجزائري، كما انتقد بن سعادة قرار مفوض معرض الكتاب الجزائري بمنع عرض الكتب المصرية في المعرض، وكذلك المجلس الاسلامي الاعلي في الجزائر في بيان صادر له، وسوف يسفر هذا الاجتماع عن إلغاء القرار وتقريب وجهات النظر والانتهاء من هذه الازمة المفتعلة التي لامبرر لها علي الاطلاق

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية