السبت، 11 ديسمبر 2010

فى دراسة بجامعة المنصورة صورة رجال الاعمال مهزوزة


في دراسة بجامعة المنصورة
صورة رجال الأعمال في عيون المواطنين .مهزوزة.
تحقيق : أيمن حبنه
للأسف الشديد إن صورة رجل الأعمال ترسخت في أذهان الناس علي أنها صورة مش حلوة بسبب القضايا والأزمات التي كان رجال الأعمال طرفاً فاعلاً فيها، هذا الأمر وضع الدكتورة جيهان أحمد فؤاد أستاذ الإعلام بجامعة المنصورة إلي الانتهاء من دراسة بحثية بعنوان .العلاقة بين صورة رجل الأعمال في الدراما التليفزيونية.. وإدراك الجمهور لواقعهم الاجتماعي..
تؤكد تلك الدراسة أن وسائل الإعلام تعد أحد المصادر الرئيسية التي يعتمد عليها الأفراد في الحصول علي المعلومات ويتوقف نجاح وسائل الإعلام علي فهم ومراعاة اتجاهات الجماهير وتفسيرها للأحداث والوقائع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية حيث شهدت مصر تغييرات في السياسات الاقتصادية منذ أن أعلنت الحكومة عن الانفتاح الاقتصادي الذي أدي إلي ظهور فئة رجال الأعمال في مصر وشهدت الثمانينيات عملية نضج لهذه الفئة ووجدت السلطة في جمعيات رجال الأعمال وسيلة فعالة للإصلاح الاقتصادي في ظل التغيرات الاقتصادية ومنذ التسعينيات صعد رجال الأعمال في مصر صعوداً قوياً وتنامي هذا الصعود بشكل ملحوظ حتي أصبحوا هم القوة المرشحة لأن تلعب دوراً مؤثراً في تنمية المجتمع وتطوره.
وتعد الدراما التليفزيونية من الأشكال البرامجية التي تحظي باهتمام جماهيري وهي تسعي لتدعيم قيم واتجاهات معينة عند الجماهير كما أنها تقوم بعرض نماذج لشرائح ومهن في المجتمع وقد تنقل صوراً إيجابية وسلبية عن هذه الشرائح والمهن ومن بينها رجال الأعمال.
وقد اهتمت هذه الدراسة بالتعرف علي الصورة التي تقدم بها مهنة رجال الأعمال في المضمون الدرامي الذي يقدمه التليفزيون من خلال معرفة مدي أبعاد وملامح وخصائص الصورة ومعرفة مدي إدراك الجمهور لواقعهم الاجتماعي في ضوء علاقة ذلك بالصورة المقدمة عنهم في التليفزيون.
وتعد هذه الدراسة من أوائل الدراسات التي تناولت صورة رجال الأعمال في الدراما التليفزيونية باعتبارهم من أهم الفئات الاجتماعية التي تشكل الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر وقد قامت الباحثة بتحليل عينة من المسلسلات والأفلام السينمائية والتليفزيونية التي تعرض بالتليفزيون المصري شملت واحد وخمسين فيلماً وخمسة مسلسلات عربية وقامت بتطبيق الدراسة الميدانية علي عينة من الجمهور بلغت 400 مفردة في محافظة القاهرة.
وتوصلت الدراسة إلي عدة نتائج من أهمها تصدر ظهور رجال الأعمال بالأدوار الرئيسية للدور الهام في التأثير علي الاقتصاد المصري وأشارت النتائج إلي أن الأدوار السلبية التي يؤديها رجال الأعمال كان لها النصيب الأكبر مما يدعم الصورة السلبية عنهم وأن مصادر ثروتهم من الأنشطة غير المشروعة وجاء المستوي الاقتصادي المرتفع جداً في مقدمة المستويات الاقتصادية لهم حيث يعيشون في القصور والفيلات ويمتلكون العزب والسيارات الفارهة، بالإضافة إلي عدد من الأفراد لخدمتهم مما يؤدي إلي الإحباط لدي الجمهور خاصة الشباب الذي يتطلع لأن يعيش في مثل هذا المستوي.
ومعظم الأعمال الدرامية ذكرت بشكل واضح الأنشطة التي يعمل بها رجال الأعمال وبالرغم من أنها معلنة إلا أنه في الغالب ما تكون ستاراً لأعمال أخري مخالفة وجاء عدم احترامهم للقانون لتكتمل الصورة السلبية التي تتضمن ممارسة أنشطة غير مشروعة وعدم خدمة الاقتصاد الوطني كما جاء هدف السيطرة علي الآخرين في مقدمة الأهداف التي يسعي رجال الأعمال لتحقيقها وهي نتيجة منطقية في ضوء سعيهم للنفوذ والقوة وامتلاك المال والثروة.
وذكر أفراد عينة الدراسة أنه من خلال الصورة المقدمة فإن رجل الأعمال يسرق وينهب وأنهم يتذكرون الأعمال الدرامية التي قدمت رجال الأعمال بشكل سلبي فهم لا يعرفون الرحمة ويخرجون عن القانون ويستغلون مناصبهم لتحقيق أهدافهم ولهم مغامرات عاطفية وأنه لايوجد إيجابيات في الصورة المقدمة عنهم مما يعطي الانطباع بأن مجتمع رجال الأعمال كله فساد واستغلال.
وتقترح الدراسة الاهتمام بعرض النماذج الإيجابية من رجال الأعمال والتي يمكن للمشاهد أن يتخدها قدوة يحتذي بها والتقليل من عرض النماذج المنحرفة بكثرة وإظهارها بأنها النماذج السائدة في المجتمع وضرورة إحداث توازن بين عرض الأنشطة المشروعة والأنشطة غير المشروعة التي يمارسها رجال الأعمال في الدراما التليفزيونية ومحاولة عرض المهن في مواقعها الوظيفية بدلاً من عرضها في مواقع أخري حتي يكون ذلك نوعاً من التقدير لقيمة العمل وأهميته في المجتمع.
كما اقترحت الدراسة فيما يتعلق برجال الأعمال بتعاون رجال الأعمال مع جميع القوي الاجتماعية من حكومة وأفراد لتنمية المجتمع والمساهمة بأدوار إيجابية في تمويل مشروعات جديدة وحل أزمة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب
.

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية