السبت، 6 نوفمبر 2010

الحركة الطلابية محاولة للفهم

مرت مصر بأحداث هامة كانت علامة فارقة فى التاريخ الوطنى حيث برزت فيها حركة تسعى الى التغيير ومزجة بين القضايا الاجتماعية والوطنية وقد كانت الحركة الطلابية احدى مكونات هذه الأحداث فكانت حركة الطلاب والشباب على مر تاريخ مصر مكون من مكونات النضال الوطنى ولقد ساهمت الحركة الطلابية فى تاجج واشتعال ثورة 1919 وكذلك الحركة الوطنية فى الاربعينيات حيث شكلت لجنة الطلبة والعمال فى النصف الثانى من الاربعينات 1946واستمرت طول ثلاثة عقود كان ابرزها فترة السبعينات ، وقد كان عام 1946 حدث هام فى مصر حيث تحالفت الطلاب مع الطبقة العاملة مكونين لجنة الطلبة والعمال والتى قادت النضال الوطنى ضد الانجليز من أجل التحرر الوطنى والاستقلال وربطت بين المطالب التحررية والديمقراطية والنضال ضد الاستعمار والملك وبين المطالب الاجتماعية .

فى ذات الوقت وفى نهاية عقد الستينات كانت هبئة الطلاب ضد هزيمة 1967، واستمرت بعدها فى السبيعنيات مطالبة بالديمقراطية وتحرير سيناء وتحسين ظروف الحياة للمواطنين ثم أتت معركة اكتوبر وبدأت الحركة الطلابية تطرح مطالب اخري بجانب مطالب مساندة المقاومة ومواجهة التطبيع مع اسرائيل والحفاظ على المكتسبات الاجتماعية والوقوف ضد مخططات الاستعماري الامريكى ومخططاته فى السيطرة على الوطن العربي فرفعت شعارات النضال من اجل ديمقراطية الحركة الطلابية واطلاق حرية الحركة للطلاب واقرار المطالب الطلابية فيما يخص اللائحة من حيث مشاركة الطلاب فى العمل السياسى وحرية ممارسة النشاط الطلابى ومشاركة الطلاب فى ادارة الجامعة عبر تمثيلهم فى مجالس الكليات .

وأتت انتفاضة 1977 ضد اجراءت الغلاء ورفع الأسعار وضد ممارسات وسياسات النظام الاقتصادية والسياسية وضد التطبيع و شارك الطلاب بكثافة وقوة فى انتفاضة 1977.

وتستمر الحركة الطلابية رغم مرورها بمراحل ركود لكنها استعادت قوتها مرة اخرى مع اندلاع الانتفاضة الفلسطنية الثانية ، ليتفجر الغضب من الجامعات والمدارس فى شكل مظاهرات ومسيرات لمساندة قضية الشعب الفلسطينى وحقوقة العادلة وضد الهجوم الاسرائيلى على الحرم والقدس وضد الاعتداءات الوحشية على الفلسطنين ؛

ويتزامن مع تلك الاحداث ظروف مجتمعية وصفت بانها ازمة شاملة تتطل على الوطن وتمزقة فعلى صعيد العلاقات الدولية والعربية يتراجع دور مصر وعلى الصعيد الداخلى تزداد الازمة الاجتماعية والاقتصادية فتنتشر البطالة والجريمة والازمات المتتالية فى لقمة العيش والمسكن والتعليم والصحة وتنسحب الدولة عن مسئوليتها فى تقديم الدعم والخدمات لمواطنيها ليصبح الشعب فريسة لرجال الاعمال والمستثمرين وقوى النهب المنظم وينقسم المجتمع انقسام طبقى واضح ادى الى التشرذم والعدمية والاحساس بالاغتراب وتتسع الهوة الطبقية والاجتماعية بين من لا يجدوا قوت يومهم وبين من يحصدون عرق وجهود الفقراء ويجنون الملايين ويسرقون المليارات ويستشعر الطلبة عمق الازمة الاقتصادية والسياسية فتعود حركتهم مرة اخري لتفتح ابواب للامل ولتحاول التغيير وتبديل هذه الظروف بظروف جديدة .

" الحركة الطلابية محاولة للفهم "

وقد شهدت السنوات السابقة حركة طلابية عبرت حيوية الطلاب وتفاعلهم مع قضايا المجتمع فى أكثر من مناسبة منها :

1- تظاهر عدد من الطلاب فى جامعات مصرية مختلفة كان منهم طلاب جامعة عن شمس احتجاجا على احتلال امريكا للعراق وخروجهم من حرم الجامعة وتفجيرهم لشرارة الاحتجاجات التى هزت مصر بعدها بسبب هذه الاعتداءات

2- محاولة طلاب جامعتى عين شمس والقاهرة وجامعات اخري لانشاء اتحاد حر بديل عن الاتحاد الرسمى الذى يسيطر عليه الحزب الحاكم والادارة والامن .

3- كما تم رصد العديد من التظاهرات والاعتصامات ضد القرارات الديكتاتورية لادارة الجامعة وكذلك حالات التعنت والقمع التى تمارس ضد الطلاب و خاصة قرارات الحرمان من الامتحانات والفصل و تحويل مئات من الطلاب كل عام إلى مجالس التأديب والتحقيق مع بعضهم وحرمانه من اداء الامتحانات اضافة الى منع اى ممارسة للنشاط سياسى وطلابى لا ترضى عنه الادارة واجهزة الامن .

4- تظاهر بعض الطلاب ضد عدد من ادارات الجامعات التابعة بطبيعة الحال للنظام وتطبق سياساته والخاضعة لسيطرة الامن فى معظم الاحيان وذلك لاسباب عديدة تعلقت بممارسات تلك الادارات ولعدم تكافؤ الفرص والتفريق بين الطلاب.

5- وكان ما طرحه وزير التعليم من روئ ومشاريع لتعديل اللائحة الطلابية امر مستفز للطلاب, وكان سببا يوقظ ملف الحركة الطلابية وضرورة وجودها .

ورغم العقبات التى تواجه الحركة الطلابية الا اننا نجدها تشتعل فى لحظات وتهدأ فى لحظات اخري .

ولقد تم رصد عدد من القضايا الرئيسة والشعارات التى رفعتها الحركة الطلابية المصرية فى السنوات الاخيرة كان من ابرزها :

1- الافراج عن الطلاب المعتقلين والاحتجاج على سياسة الاحتجاز والحصار الامنى والبوليسى والاداري .

2- إلغاء الحرس الجامعى وجعله حرس مدنى لتأمين المنشآت فقط .

3- تغيير اللائحة الطلابية لتصبح لائحة طلابية ديمقراطية تسمح بحرية الحركة وممارسة الانشطة

4- و المطالبة بأسعار كتب ومصاريف دراسية مناسبة لمستوى الطلاب المعيشي وعدم اعتبار العملية التعلمية عملية ربحية تستثمر الدولة فيها وتقوم بانتاج ربحية منها بدلا من ان تنفق عليها لتعليم الطلاب

5- الاحتجاج على عدم تكافؤ الفرص والتمييز فى التعيين داخل الجامعة من جانب ومن جانب اخر الاحتجاج على تطبيق سياسات تعلمية تتصف بالتميز والعنصرية حيث شملت معظم الكليات نوعين من التعليم تعليم عادى للفقراء واخر مميز للاغنياء بمصارفات اعلى اضافة الى ادراج اقسام مميزة باللغة الانجليزية بمصروفات اعلى !! لتخلق نوعين من الخرجين خرجين فقراء عادين وخرجين سوبر من ابناء الاغنياء ... تعليم عادى للفقراء وتعليم مميز به ادوات متقدمة ومعامل وكتب ومنشائت مكيفة للاثرياء ... انه التقسيم الطبقى الجديد الذى تفرضة الجامعات المصرية !!!

6- الاحتجاج على سوء المعاملة من جانب بعض اعضاء هيئة التدريس تجاه الطلاب سواء فيما يتعلق بالتعامل فى العملية التعلمية ذاتها – المدرجات – الامتحانات – او فيما يتعلق بالنشاط الطلابى .

7- المطالبة بتأمين صحى شامل ولائق للطلاب وتوفير مستلزمات الاسعاف .

عرض لكتاب الحركة الطلابية محاولة للفهم :-

تقديم : -

كانت الجامعات المصرية فى منتصف السبعينات مسكونة بالافكار اليسارية وفى اقل من عشر سنوات أخلى اليسار كرسي الهيمنة الأيدلوجية والحركة الطلابية الى الاصولية الدينية " الجماعات الإسلامية " وغيرها من تيارات الاسلام السياسى التى تتخذ الدين عباءة لها .

- لم يترك اليسار الساحة الطلابية بمحض إراداته , ولكن تحت قوة وضغط التحالف الهجومى المكون من الدولة وأجهزتها والجماعات الأصولية فقد شُِِكل هذا التحالف خصيصاًًً لضرب هيمنة وقوة اليسار داخل الجامعات .

- عندها لم تكن راية الدين هى المرفوعة فى وجه القيادات الطلابية بل الجنازير والمطاوى والشوم وجميع انواع الاسلحة بإستثناء الاسلحة النارية والتى تم استخدمها بالفعل فى مواجهة القوى الوطنية والديمقراطية والماركسية .

اتخذ المشهد صورة لمعركة تكسير عظام للقوي التقدمية والديمقراطية – الشيوعين والناصرين - فكانت عملية تصفيات لهذه القوي , لعب الاصوليين دورهم باتقان وادت عوامل اخري منها الحصار الامنى على التنظيمات الماركسية وضعف بعضها وتراجع نشاطة الى صفوف الجامعة فحسب الى تصفية حقيقية للقوي اليسارية والشيوعية .

يتناول الكتاب فى فصلة الاول ثلاث مباحث وهم يعبرون عن روئ المدارس السياسة ونظرتهم للحركة الطلابية عموما وفى مصر خصوصا ،والفصل الثانى به مبحثان ، المبحث الأول يتحدث عن (العوامل التى تؤثر فى الحركة الطلابية فى مصر - -الأصول الطبقية للطلبة -الانتمائات المستقبلية - -الظروف السياسية العامة اما المبحث الثانى يعرض ملاحظات أولية حول الحركة الطلابية فى الستينات والسبعنيات ...... وسوف نتناول عرض وجهات النظر تلك وفصول الكتاب فى ايجاز وسنبدا بوجهات نظر حول الحركة الطلابية :

النظرة البرجوازية :-

تقتصر وجهة النظر البرجوازية للتوصيف الاجتماعى للطلبة فى كون الطلبة شريحة سنية يلعب السن الدور الرئيسي لتميزهم عن باقية فئات المجتمع .

ويذهب انصار هذا الرأي إلى انه لا يمكن فهم الظاهرة الطلابية بعيداً عن دراسة الخصائص البيولوجيه والنفسية لمراحل الشباب , ونتيجة لهذه العوامل يتسم الطلاب بسرعة استجابتهم وحماسهم , وهذا ما يفسر سرعة استجابتهم لمختلف المؤثرات فى المجتمع ؛ لكن استجابتهم مقرونة دائما بعدم النضج والمثالية ، وهم فى حركتهم يمارسون تمرد ضد الاباء وسلطة المجتمع وبذلك نتفى الرؤية البرجوزية اى اسباب علمية وموضوعية لحركة الطلاب وتختصرها فى جوانب نفسية تتعلق بالطبيعة العمرية للطلاب وبالتالى تلغى دورها فى الحركة الوطنية .

دور الطلبة فى الحياة السياسة من النظرة البرجوازية :- يذهب انصار الفكر البرجوازى الى أن دور الطلبة يقتصر على الوظيفة العلمية , فالطالب يذاكر دروسه فقط ومن ثم ليس له اى علاقة بالسياسة !!

رؤية اليسار الجديد:-

هذ الاتجاه ليس اتجاها سياسيا محدد المعالم وهناك الكثير من الروئ المختلفة داخل هذا الاتجاه ويرجع ذلك الى ان تبلورة اتى فى ظل ظروف وحركة محددة – حركة الطلاب - فكان نتاج لهذه الحركة وتاثر بها ،وجميع منظرى اليسار الجديد وعلى رأسهم هربوت ماركيوز لا يؤمنون بثورية الطبقة العاملة , ويعللون ذلك بأن النظام السائد قد استوعب تمردهم وحركتهم ؛ حيث تحول بهم من طبقة ثورية لطبقة محافظة والبديل عن هذه الطبقة هو (طبقة) المثقفين والطلبة حيث اعتبرها هى الحامل للتغير واعتبرها طبقة فى حد ذاتها والمناط بها حمل قيادة وعملية التغيير . وقد تسببت هذه الرؤية فى انعزال اليسار الجديد وذلك نظرا الى عدائهم للمادية وشعورهم بانهم منتمين الى الصفوة اضافة الى عدائهم للتنظيم والايدلوجيا وواتجاههم الى الفوضة والعشوائية فى العمل واطلاق الشعارات المجردة بدون وعي اضافة الى الفردية والعفوية فى السلوك السياسى .

المبحث الثاني : الاشتراكية العلمية والتوصيف الاجتماعي للطلبة ودورهم فى الحركة السياسية

نري ان الاشتراكية العلمية هي النظرية الوحيدة التى استطاعت أن تحلل بشكل دقيق التوصيف الاجتماعي للطلبة ودورهم فى الحركة الجماهيرية وقبل طرح هذه الرؤية علينا اختبار فرضية او مناقشة طرح سابق حول ان الطلاب طبقة فى حد ذاتها .

يشير مفهوم الطبقة الى مجموعة كبيرة من الناس تتميز عن غيرها من المجموعات بعلاقتها بعلاقات الانتاج من حيث تملك او لا تملك وتتميز ايضا بموقعها فى التقسيم الاجتماعي ونصيبها فى الثروة.. يترتب على هذا التعريف خضوع الحركة الطلابية لعدة طبقات اجتماعية مختلفة ويصبح التأثير داخل الحركة الطلابية من خلال طرح الآراء والبرامج السياسية التى من خلالها ينجذب الطلبة الى حزب او تنظيم سياسي ، وفى ذات الوقت لا يمكن لنا الحديث عن فلسفة خاصة للطلبة او ايدلوجية معينة تجمعهم كما تتميز الحركات الطلابية بسمة التذبذب والتردد وادوار الصعود والهبوط وهذا يرجع الى عدم وجود علاقة مباشرة او غير مباشرة بعلاقات الانتاج ،يمكن اعتبار الطلبة موزعين على كافة طبقات المجتمع ولا يمكن اعتبارهم قوى سياسية مستقلة ،ومن هنا لا يمكن ان يكون الطلاب كفئة او الشباب طبقة او حاملين لرؤية للتغيير والعمل الطلابى وهم منسلخون ومنعزلون عن طبقات المجتمع وحركتها ولا يمكن فى ذات الوقت تنظيم انفسهم وهم منعزلون عن المجتمع وقضاياه المختلفة على المستوى الاجتماعى والاقتصادى والسياسى المحلى والدولى .

ويرتبط مدي مساهمتهم وقدرتهم على التغير بقدرتهم على بناء رؤية وتنظيم حركتهم وخلق قيادات فاعلة وواعية تشتبك مع قضايا الوطن وطبقاته وتحدد لها رؤية نضالية .

ويجب على القوي السياسية التقدمية والاشتراكية لعب دور مؤثرا فى نشر برامجها فى الوسط الطلابى والذى يلبي فى ذات الوقت المطالب الديمقراطية ومطالب التغيير علىالمستوى السياس والاجتماعي .

ثانيا : الحركة الطلابية فى مصر

المبحث الاول

العوامل التى تؤثر على الحركة الطلابية :

1- الاصول الطبقية للطلبة

2- الانتماءات المستقبلية للطلبة

3- الظروف السياسية العامة

اولا الانتماءات المستقبلية للطلبة

يقصد بالانتماءات المستقبلية بالمواقع التى يتولاها الطلبة بعد تخرجهم والوظائف التى يُرشحون لها طبقا لمؤهلاتهم العلمية ونصنفهم الى نوعين (الملاك الصغار) وهم يتعرضوا الى ما تتعرض له البرجوازية الصغيرة من الاستغلال .

- الخريجين الاجراء: لا يملكون اى مصدر دخل الا قوة عملهم هؤلاء يعتبرون فى وضعهم الاجتماعي قريبون من الطبقة العاملة وحلفاء للطبقة العاملة فى عملية الصراع الطبقي ، وهذا الطبقات او المجموعات يهددها شبح البطالة فتقترب من القوى الاجتماعية والطبقة العاملة وممثليها السياسية

الظروف السياسية العامة فى المجتمع

تتأثر الحركة الطلابية بالظروف السياسية فى مجتمعنا فالطلبة فئة شابة تموج بالحيوية والفكرية وذلك لتأثر عامل السن وتحررهم النسبي من أعباء المعيبشة، ان التبعية لا تأخذ هنا اشكال اقتصادية فقط فهناك مظاهر للتبعية السياسية ،ان العصف بالهامش الديمقراطي المتاح أمر واضح لإشتداد الأزمة وهذه الاحداث كانت بمثابة عوامل مفجرة للحركة الطلابية كما تتاثر ايضا الحركة الطلابية بضعف العمل السياسى فتنتج اشكال من الحركة قصيرة النفس ومبتورة وغير ناضجة تجنح فى بعض اشكالها الى اقصى درجات العفوية والفوضى والعداء للايدلوجيا وتتخلىعن أى تخطيط علمى منظم فى الممارسة فلا تستطيع خلق ركائز لها أو الاستمرار وخلق تراكم حقيقى وتستقر بها الاوضاع الى هوس اعلامى وضجيج بلا طحين .

المبحث الثاني

ملاحظات اولية حول الحركة الطلابية 1968 – 1973: قبل ان نتعرض لأحداث الطلبة فى هذه الفترة علينا ان نوضح لماذا تم التركيز على هذه الفترة

تميزت الحركة فى هذه الفترة بتبلور خطاها السياسي والتنظيمي والجماهيري خاصة يناير 1973

شهدت هذه الحركة نشاطا طلابيا عريقا تميز بحس تنظيمى عالي اتخذ كافة الاشكال من الاعتصامات الضخمة والمظاهرات التى هزت الجامعة واثرت فى حركة المجتمع وجعلت للطلاب صوتا مسموعا .

ان الظروف السياسية التى يمر بها مجتمعنا فى الفترة الحالية ستؤدي الى تفجير حركة الطلبة وسيشهد الواقع المصري أحداث مشابهة لأحداث الطلبة فى 1968 و 1973 .,

احداث الحركة الطلابية 1968 – 1973

كان للطلاب دائما دورا بارزا في نشاط فى الحركة الوطنية المصرية منذ مطلع القرن ،فهم اول من فجر ثورة 1919 حيث سقط العديد من الشهداء ، كما كانت كان وقود الحركة الوطنية 1935 – 1946، وكانت مشاركتهم الفعالة فى يوم الاضراب 12 فبراير 1946 سببا فى اعلان يوم اتحاد الطلبة العالمي والذى اصبح يوما عالميا للطلاب ، وبعدما جاءت سلطة 1952 لم يتوقف الطلاب عن النضال الوطني.

حركة فبراير 1968

عقب كارثة 67 حاول النظام تعليق فشله فى تلك الكارثة فى عنق بعض القادة العسكريين وقادة الطيران وكانت كبش فداء لكل السياسات وليس الهزيمة فحسب ، فصدرت الاحكام فى قضية الطيران أحكام مخفضة فهاجت جماهير العمال خاصة فى مصانع طيران حلوان وانفجر غضبهم ووصلت انباء صدام الشرطة مع العمال لطلبة حقوق القاهرة وقرروا التجمع وناقشوا احكام الطيران ، وعقب هذا الاجتماع فجر اليوم التالي قامت اجهزة الامن بحملة اعتقالات ضد الطلبة الذين شاركوا فى الاجتماع .. وفى يوم 24 يونيو خرج طلاب الحقوق والهندسة فى مظاهرة كبيرة فى الشارع حيث مرت هذه المظاهرة بشارع القصر العيني وكانت الهتافات تدوي الشوارع ...

عايزين صحافة حرة العيشة بقت مرة

هيكل هيكل يا جبان فين بصراحة عن حلوان

ال مجلس امة واللى عاملينه هما

لم تستطع اجهزة الامن فض المظاهرات الا الساعة السادسة وكالعادة تحركت اجهزة الامن باعتقال زعماء الطلاب الذين قابلوا رئيس مجلس الامة ، فى ذلك الوقت خرجت مظاهرات من جامعة عين شمس واسكندرية ووردت أنباء القبض على بعض القيادات الطلابية وتأزم الموقف وحاول الطلبة الخروج بمظاهرة ولكن تم اعتراضهم من قبل القوات الامنية.

وقد ناقشوا الطلبة قضاياهم وصاغوا بيان بمطالبهم وكانت تتركز حول:

الافراج فورا عن جميع المعتقلين ،اطلاق حرية الرأى والصحافة، وطالبوا بمجلس حر يمارس الحياة النيابية السليمة، ابعاد المخابرات والمباحث عن الجامعات،اصدار قوانين الحريات والعمل بها، التحقيق الجدي فى حادث حلوان،توضيح حقيقة المسألة فى قضية الطيران،التحقيق فى انتهاك حرية الجامعات واعتداء الشرطة على الطلاب ولم يجد النظام سبيلا لمواجهة الطلاب الا باغلاق الجامعات

الدروس المستفادة بعد احداث فبراير 1968

1- منذ ازمة 1954 كان من المستطاع اختراق حواجز الخوف وان يتم اعلان للعالم كله ان الشعب المصري يطمح بتشوف الى اطلاق الحريات الاساسية

2- تثبت الأحداث ان الحركة الطلابية لم تخرج لرفض أحداث الطيران فحسب كما ادعت السلطة

3- ادرك الطلاب ان حصر حركتهم داخل الجامعة يسهل للسلطة ضربها وتشويها ولابد من توصيل مطالبهم الى الناس من خلال البيانات والتظاهر والحركة خارج الجامعة والتكاتف بين حركتهم وحركة العمال والفلاحين وممثليهم السياسين .

4- تكشف الاحداث عن منهج السلطة ازاء الطلاب فى محاولات (احتواء الحركة الطلابية واغراقها فى حوارات مع المسؤلين ) والاعلان عن اعادة محاكمة قادة الطيران ولكن لم يجدي الاحتواء واستمرت شعارات الطلاب ومقاومتهم للسلطة واجهزة الامن.

5-كان اصرار الطلاب على تحرير حركتهم من الوصايا المفروضة عليهم وراء نجاحهم فى صدور قرارت بالغاء نظام الحرس والسماح بتشكيل اتحاد عام للطلاب

أحداث نوفمبر 1968

فى 20 نوفمبر خرجت الصحف الرسمية تعلن نظاما جديدا للامتحانات رأوا طلاب جامعة المنصورة بان هذا النظام يضرهم وخرجوا يعلنون رفضهم لهذا النظام فى مظاهرات لكن الشرطة بادرت باعتقال عدد من الطلاب مما هيج زملائهم فاتجهوا الى مديرية الامن واطلقت الشرطة الرصاص عليهم ووفقدت الحركة الطلابية اربعة منهم ، وفى هذه الاحداث بلغت انباء الصدام العنيف بين الشرطة والطلاب لطلاب جامعة الاسكندرية فتقرر عقد مؤتمر طلابي لمناقشة هذا الحدث وانعقد بالفعل المؤتمر فى اليوم المحدد حيث قرروا الخروج الى الشارع ولكن اجهزة الامن اعترضتهم فعاد الطلاب الى كليتهم واعلنوا الاعتصام بعد ان تم القبض على بعض زملائهم فقام الطلاب باعتقال محافظ الاسكندرية كرد على اعتقال زملائهم فاضطر الامن الى الافراج عن المعتقلين واعلن الطلاب الاعتصام وشكل المعتصمين لجان مختلفة للعمل لأعداد وطبع البيانا والمنشورات

الدروس المستفادة

1- أتت احداث الطلاب فى نوفمبر 1968 لشعورهم بالقهر وتكبيل الحريات فى مصر

2- اكتشف الطلاب اثناء اعتصامهم اهمية التوجه الى الجماهير الواسعة فقاموا بتوجيه بياناتهم من خلال الميكروفونات

3- رد الطلاب على اعتقال زملائهم باساليب جديدة مثل اعتقال بعض رجال المباحث الذين يراقبون حركتهم

4- رغم ان القضية الوطنية كانت مطروحة بإلحاح فى ذلك الوقت فان الطابع الديمقراطي كان هو الذي يلعب الدور الاساسي فى الحركة الطلابية ولم يطرح شعارا فى القضية الوطنية ويمثل ذلك قصورا فى توجهاتهم السياسية

5- نتيجة تحول التمرد الطلابي الى تمرد شعبي شامل اقامت اجهزة الامن باقصى درجات العنف بقتل 15 مواطنا وحاولت الشرطة تشويه حركة الطلاب واتهامهم بانهم جواسيس اسرائيل والادعاء انهم كانوا يقودون المظاهرة.

حركة يناير 1972

بدأ العام الدراسي والجو العام ينذر بالتغير فها هو عام 1971 الذي اطلق عليه السادات عام الحسم ولم يطلق رصاصة واحدة على الجبهة

والمناخ العام فى البلد ليس مناخ معركة بل ينطوي على الاسترخاء والترهل والنهم الاستهلاكي يسود بدلا من التقشف ، كل شىء كان يتناقد مع استعدادنا للحرب ، ويتفق طلاب هندسة القاهرة على عقد مؤتمر طلابي لمناقشة خطيب الرئيس وينقسم الى اتجاهين الاول يدافع عن خطاب الرئيس والثاني ينتقد هذا الخطاب ، ولكن المجتمعون يدعون الى عرض موئتمر ثاني يطرحون فيه مطالب وأمانة الطلاب وجاء فيه :

1- أعداد الجبهة الداخلية للحرب عن طريق تسليح الشعب واقامة اقتصاد حرب حقيقي

2- رفض مبادرة السلام وفتح القناة والمفاوضات مع امريكا

3- تم تحديد موعد اقصاه الساعة الثانية 19 يناير لرد الحكومة على هذه المطالب والا سنعلن الاعتصام

ولكن نتيجة تجاهل وسائل الاعلام اعلن الطلاب الاعتصام قبل الموعد المحدد وصدر بيان يدعون فيه كافة الكليات الى مؤتمر 2 يناير و يحضرة رئيس الجمهوريه للرد على تساؤلات الطلاب ، وفى نفس اليوم عقد طلاب كليه الطب والزراعة والحقوق مؤتمر واصدروا بيان تأيد اعتصام كلية الهندسة وتشكيل اللجان الوطنية وفى صباح 20 يناير تجمع الطلاب فى قاعة ناصر بجامعة القاهرة وجاءت مطالبهم :

1- رفض كافة المشاريع الاستسلامية فى القضية

2- اعداد وتسليح الشعب

3- تحويل الاقتصاد المصري الى اقتصاد حرب يتحمل الاغنياء منه العبء الاكبر

4- تقليل الفارق بين الحد الادنى والاعلى

5- ضرب المصالح الامريكة فى المنطقة العربية

6- دعم المقاومة الفلسطينية والافراج عن الابطال الذين نفذوا حكم الاعدام فى العميل وصفي التل

7- رفع الرقابة عن الصحف الا فيما يخص الاسرار العسكرية

8- الغاء القوانين المقيدة للحريات

نتيجة التفاف الجماهير حول الطلاب وحول اللجنة الوطنية العليا اضطر مدير الجامعة الى الاعترا ف بها فى مجلس الشعب عرض الطلاب تصورهم وتم الاعتراف باللجنة الوطنية العليا كممثل عن الطلاب.

الدروس المستفادة

طرح الطلاب لأول مرة منذ هزيمة 67 مطالب لحل القضية الوطنية حلا صحيحا حيث ربط بين المطالب الديمقراطية بالمطالب الاجتماعية وشملت ايضا مطالب مرتبطة بالعلاقة بامريكا والعدو الصهيوني ، اثبتت الانتفاضة ان اى فاعلية او قيادة حقيقية مرهونة بأن تكون جزءا منها من الجماهير ، كما اوضحت الحركة الطلابية ان الجماعات الاسلامية بوصفها تيار فاشى رغم قلتها ومحدودية تأثيرها فقد كانت تقف فى خندق واحد مع المباحث وتعرقل القوي الوطنية والتقدمية .

الحركة الطلابية 1973

بدأ التحضير للانتفاضة هذه المرة مبكرا اثناء العطلة الصيفية وتم المؤتمر الطلابي الذي عقد لمناقشة قرار السادات بإنهاء مهمة الخبراء السوفيت ، وفى نفس الوقت كانت اجهزة الدولة تعد عدتها لمواجهة الحركة الطلابية واخذت هذه الجماعات الرجعية الموالية للحكومة تمارس بعض العنف على بعض التجمعات الطلابية لاظهار الصراع السياسى فى الجامعة على انه بين طلاب وطلاب والسلطة لا تتدخل وان هناك من يثير الشغب وان الجبهة الداخلية فى خطر مما يستدعي تدخل الامن ، وانتهى الاعتصام بمسيرة طلابية ضخمة الى حواري الجيزة تهتف بمطالب الطلبة....

اليهود فوق ترابي والمباحث على بابي ... بتضربوا فينا واليهود فى سينا

عايزين حكومة حرة العيشة بقت مرة .... يا خويا يا لابس الميري حرب الشعب طريق تحريري

خايفين مالحكومة الحرة ليه بعتوا بلدنا ولا ايه ... سيدي مرعي يبقى مين يبقى حرامي الفلاحين

محمد بيه عثمان اقطاعي من زمان ..... وسى احمد عبد الاخر ما هو حرامي هو الاخر

ولجأ بعض المعتصمين فى عين شمس الى الاضراب عن الطعام.

الدروس المستفادة

1- كان حركة الطلاب 1973 اكثر وعيا بالمطالب الديمقراطية والاجتماعية عن ذى قبل الى جانب تمسكها بالمطالب الوطنية التى حددتها حركة 1972

2- لجأت الحركة الطلابية الى استخدام اسلوب معين للتظاهر لتوصيل كلمة الى المواطنين خارج الدولة ولكن حينما قررت الجماهير الخروج كان القادة على رأس المظاهرات ولم يتركوها

3- اجادت الحركة الطلابية فى هذا العام تنويع اساليب عملها من مجلات الحائط وحلقات النقاش وذلك بهدف توسيع القدرة على الدعاية حول البرنامج الوطني للطلاب.

كان ما سبق عرض لاهم ملامح الحركة الطلابية فى فترات زمنية مختلفة لنوضح دور الحركة الطلابية فى النضال الوطنى ونستفاد من الدرس التاريخى من انه لا انفصال بين مطلب التغيير الاجتماعى والاقتصادى وقضايا الديمقراطية ، وانه ايضا لا يمكن الفصل بين الحركة الطلابية والشبابية وبين القوى الاجتماعية فى المجتمع وحركتها ومطالبها لان المجتمع ليس جزر منعزلة وانه ليس بقدرة فئة وحيدة التغيير بدون تضافر الجهود وبناء جبهة وطنية للتغيير وعلينا ان نعى الدرس ونكون رؤية نضالية للحركة الطلابية تناسب متطلبات الواقع ومهام التغيير المطروحة علينا الان وتنسيج بين حركتها فى الجامعة وحركتها خارج الجامعة وتتحلى بمعرفة نظرية وخبرات عملية فى عملية التنظيم والوعى والقدرة على انتاج كوادر للحركة الطلابية والسياسية مستفدين من خبرات ودروس النضال السابقة وممارسين النقد لها فى ذات الوقت فى محاولة لبناء حركة طلابية وشبابية تساهم فى عملية التغيير . اعدادوتقديم: اية جمال

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية