السبت، 6 نوفمبر 2010

بسبب مخالفات الانتخابات الطلابية الأخيرة انهيار المشاركة السياسية للطلاب بالجامعات المصرية

بسبب مخالفات الانتخابات الطلابية الأخيرة

انهيار المشاركة السياسية للطلاب بالجامعات المصرية

تشهد الجامعات المصرية حالياً حالة من الغليان والاحتقان الداخلي بسبب الانتخابات الطلابية التي تم فيها انتهاك الحريات مما أدي الي تأجيج مشاعر الغضب لدي الطلاب ومقاطعتهم للانتخابات الطلابية والعزوف عن المشاركة السياسية والطلابية تفادياً للصدام والتعرض للأذي بشكل نتج عنه تحول الطلاب الي مسوخ ممسوحة الهوية لا تعي شيئاً عن أي حاجة علي عكس طلاب السبعينيات وطلاب التسعينيات وفقدت الجامعات المصرية سمعتها العلمية نتيجة فساد المناخ الجامعي وجعله علي صفيح ساخن قد ينفجر في أي لحظة.

وتقول آلاء سلامة الطالبة بالفرقة الثانية بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالقاهرة.. واقع الحال بالجامعات المصرية والمعاهد العليا التابعة لوزارة التعليم العالي يؤكد أن مقولة لا سياسة في الجامعة ولا جامعة في السياسة اصبحت لسان حال الطلاب حاليا بعد أن فقدوا الامل في الحرية الحقيقية التي تتيح لهم التعبير عن آرائهم دون وصاية من أحد ولكن للأسف الشديد محظور عليهم ممارسة السياسة داخل الجامعة وأن الاتحادات الطلابية والانتخابات مجرد ديكور وشكل فقط كما جعلت من الطلاب مسوخاً ممسوحة الهوية لاتعي شيئاً عن أي حاجة.

وتوضح آية جمال طالبة بالفرقة الثانية كلية الحقوق جامعة عين شمس ان الحركة الطلابية تتأثر بالظروف السياسية في المجتمع المصري فالطلبة فئة شابة تموج بالحيوية والفكر وذلك لتأثر عامل السن وتحررهم النسبي من اعباء المعيشة وان التبعية لا تأخذ اشكالاً اقتصادية فقط فهناك مظاهر للتبعية السياسية فالعصف بالهامش الديمقراطي المتاح امر واضح لاشتداد الازمة وهذه الاحداث كانت بمثابة عوامل مفجرة للحركة الطلابية كما تتأثر ايضا الحركة الطلابية بضعف العمل السياسي فتنتج اشكالاً من الحركة قصيرة النفس ومبتورة وغير ناضجة تجنح في بعض أشكالها الي اقصي درجات العفوية والفوضي والعداء للايدولوجيا وتتخلي عن اي تخطيط علمي منظم في الممارسة.

ويري محمد عبدالناصر طالب بالفرقة الثالثة كلية الهندسة جامعة بنها ان الجامعات المصرية شهدت تراجعاً كبيراً في الحريات الطلابية لما يحدث بها حاليا من تدخلات وانتهاكات في شئون الطلاب لاسيما في الانتخابات والتي تحدث بها الكثير من التجاوزات والمخالفات للقانون بممارسة أعمال البلطجة وكنا نتمني ان تختفي تلك الظواهر السلبية من الجامعة وأن تتمتع بالاستقلالية التامة وهذا لن يتحقق الا بمشاركة الطلاب في الانتخابات والانشطة الطلابية وبتعديل اللائحة الطلابية الحالية حتي يندمج الطلاب في الحركة الطلابية.. ويشير شكري حامد طالب بالفرقة الرابعة كلية التجارة جامعة بنها إلي ضرورة المشاركة السياسية في الجامعة وتوحيد صفوفهم حتي يكونوا علي قلب رجل واحد كما حدث من طلاب التسعينيات في قضية الطالبة المعاقة التي حاول استاذها اغتصابها فبدون مبالغة احتشد 10 آلاف طالب في ساحة الحرم الجامعي بجامعة القاهرة وهتفوا ضد الأساتذة والادارة فليس ببعيد علي الطلاب المصريين ان يظهر فيهم من هو مثل مصطفي كامل او سعد زغلول او جواد حسني او عبدالحكم الجراحي فلماذا غابت القدوة من جامعاتنا ويؤكد الدكتور السيد رشاد باحث ومحلل سياسي ورئيس لجنة التراث في الاتحاد العربي للملكية الفكرية ان الجامعة ليست مجرد جدران او احجار لتلقين المواد العلمية لكنها المصنع الحقيقي أو هكذا يجب ان تكون لتهيئة الانسان المصري من كل الجوانب لكن الوضع مع الأسف الشديد في الجامعات المصرية مؤسف ومخز فلدينا كليات ومعاهد تعليمية لا تعلم احداً رغم ان نتائج امتحاناتها وأعداد خريجيها تقول إن الجميع ناجح لكن هذا في حد ذاته شهادة علي فشل المنظومة التعليمية في مصر وهو الفشل الذي جر ورائه مجموعة من حالات الفشل المتوازية والمتقاطعة معه جعلتنا نعيش في هذه العشوائية والعبثية ويفيد في تدوير مشكلتنا المزمنة.

ويدعو الي ضرورة ان تكون الجامعة مدرسة سياسية حقيقية لانها الامل الوحيد او يكاد في صنع مستقبل سياسي افضل وترسيخ التجربة الديمقراطية بشكل عملي والاهم استيعاب النشاط السياسي لهؤلاء الشباب باعتبارهم نصف الحاضر وكل المستقبل في قنوات مشروعة.

تحقيق: أيمن حبنه

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية